الأديب الحائز جائزة نوبل عبد الرزاق قرنح: ثمة "مشكلات أكبر" من تنقيح روايات أغاتا كريستي

ا ف ب - الأمة برس
2023-11-05

الكاتب التنزاني البريطاني عبد الرزاق قرنح الحائز جائزة نوبل الآداب لعام 2021، خلال جلسة تصوير في باريس في 16 حزيران/يونيو 2022 (ا ف ب)

هل يجب إزالة الفقرات العنصرية في روايات مؤلفين راحلين كبار من أمثال أغاتا كريستي؟ فكرة تبدو مقبولة لدى الأديب التنزاني عبد الرزاق قرنح الحائز جائزة نوبل للآداب لعام 2021، رغم اعتباره أن ثمّة "مشكلات أكبر" ينبغي حلها أولاً.

في إنكلترا، حيث استقر مؤلف رواية "وداعا زنجبار" وحصل على الجنسية البريطانية، خضعت كتابات عدد من الروائيين المعروفين لمراجعات مماثلة.

وقد طاول ذلك خصوصاً الكاتبة الأكثر جذباً للقراء في العالم، أغاتا كريستي، التي توفيت عام 1976. فقد تعهد ورثتها إعادة نشر مغامرات المحقق هيركيول بوارو أو الآنسة ماربل بنسخ منقحة تزال منها أوصاف شخصيات معينة يُنظر إليها على أنها تحمل قوالب نمطية، أو حتى مسيئة.

ويواجه مؤلف مغامرات جيمس بوند، إيان فليمنغ، وأحد أعظم مؤلف الكتب المخصصة للصغار، روالد دال، مصيراً مشابهاً.

وتثير المسألة انقسامات كبيرة، لدرجة أن نسختين من كتب روالد دال ستكونان موجودتين جنباً إلى جنب في المكتبات: النص الأصلي، ونسخة أخرى منقحة تمت مراجعتها مع مستشارين.

وتزخر أعمال عبد الرزاق قرنح (74 عاماً) بالمراجع عن تبعات الاستعمار، بما في ذلك العنصرية. وهذا أيضاً الموضوع الرئيسي في كتاب "After Lives" ("ما بعد الموت")، الذي نُشر في بداية تشرين الأول/أكتوبر باللغة الفرنسية، وجاء كاتبه للترويج له في باريس.

ويروي كتاب "ما بعد الموت" الذي حظي بإشادات النقاد عند نشرها في بريطانيا عام 2020، قصة المستعمرات الألمانية في شرق إفريقيا خلال الحرب العالمية الأولى، وهو موضوع قلّما جرى التطرق إليه في الأدب.

ويوضح الروائي لوكالة فرانس برس "عندما تكون القصة غير مكتملة، لأنها تلحظ جانباً واحداً فقط من الأشياء"، في هذه الحالة وجهة النظر الأوروبية بشأن الحرب العالمية الأولى، "يمكننا تقديم إضافات (...) هذه فكرتي".

من هنا، تستكشف هذه الرواية سؤالا معقّداً: لماذا ذهب أشخاص خاضعون للاستعمار، ممّن تعرضوا لبطش قوة مستعمرة أوروبية، للقتال من أجلها في صراع لا يعنيهم، عرّضوا فيه أنفسهم لعنصرية رؤسائهم في الجيش؟

أمر "لا يهمّ حقاً"

عبد الرزاق قرنح ليس مجرد كاتب. فهو عمل كأستاذ للغة الإنكليزية ولآداب ما بعد الحقبة الاستعمارية في جامعة كينت البريطانية.

وعن رؤيته كباحث إلى تعديل روايات أغاتا كريستي، يجيب "أعتقد أنه أمر لا جدوى منه. ولكن أعتقد أن أحد الأسباب التي تجعلنا نفعل ذلك هو أن الناشر يريد أن يجعل منتجه أكثر أهلاً للاحترام".

ويضرب مثلاً بالرواية التي عاد التداول فيها بعنوان "And Then There Were None" ("ثمّ لم يبقَ أحد")، بعدما عُرفت على مدى عقود بـ"عشرة زنوج صغار"، وفقاً لعنوانها الأصلي باللغة الإنكليزية المستوحى من عنوان أغنية عنصرية قديمة. 

في هذه الرواية البوليسية الصادرة عام 1939، وهي واحدة من أكثر الروايات مبيعاً في العالم، ظهرت كلمة "زنجي" العنصرية المحظورة حالياً مرات عدة.

ويقول عبد الرزاق قرنح "إذا كنتَ ناشراً ولديك هذا المنتج، فلماذا لا تحوله إلى + عشرة أطفال سود صغار +؟ إذا كان هذا يجعله أكثر قبولاً... أعتقد أن الأمر لا يهم حقاً".

ويقول إنه يجد صعوبة في فهم المتمسكين بنص الطبعة الأولى، كما لو كان مقدساً، بينما في عام 1940 وافقت أغاتا كريستي على عنوان آخر في الولايات المتحدة ("ثم لم يبق أحد").

ويضيف الروائي التنزاني "أعتقد أن الأشخاص الذين لديهم مشكلة معها، والذين لديهم اعتراضات عليها، لأنهم يعتقدون" أنها مرتبطة بما يُعرف "بثقافة الإلغاء"، "أعتقد أن هناك مشكلات أكبر في العالم يجب أن نقلق بشأنها، بدلاً من تغيير عنوان رواية لأغاتا كريستي".

ويذكّر بأن الكلمة المثيرة للجدل "تؤذي الناس حقاً"، مشيراً إلى أن شرح سياقها داخل حواشي الكتاب، حسب رأيه، ليس كافياً. ويقول "كيف تفعل ذلك عندما يكون هذا هو العنوان؟".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي