خوان غابرييل باسكيز.. السرد من أجل ترجمة العالم

2023-09-06

يميل الروائيون إلى الاعتقاد أنَّ الروايات تستجيب لغريزة طبيعية توجد في الكائن الإنساني، وتتمثّل في رغبته في التعبير عن الأشياء. وقد يكون هذا الاعتقاد ناجمٌ عن فكرة أنَّ السرد، وعلى عكس الحياة، يقدّم لنا عرضاً للكائن الإنساني بكل معانيه، الغامضة منها أو الواضحة.

واحدٌ من هؤلاء الروائيين هو الكاتب الكولومبي خوان غابرييل باسكيز (1973)، الذي يعتبر في كتابه الجديد "ترجمة العالم" الصادر عن دار نشر "ألفاغورا" الإسبانية، أنَّ السرد هو السلاح الوحيد القادر على التغلّب على الإحباط الذي يمكن أن يصيب الكائن الإنساني، وهذا هو بالتحديد ما يُدخلنا بعوالم مجهولة نعتقد أننا نعرفها.

يتألّف الكتاب من أربع محاضرات ألقاها الكاتب الكولومبي في "جامعة أكسفورد" نهاية العام الماضي، تشير جميعها إلى موهبة اللّغة الخيالية التي يمتلكها الكائن الإنساني والتي بموجبها يستطيع أن يطلّ على الطريقة التي يعيش بها الآخرون ويتعرّف من خلالها على حياتهم كاملةً.

"يعتقد كثيرٌ منا أنّه يعرف الشخص الذي يعيش بجانبه، أنه يعرف زوجته على سبيل المثال، لكن بعض مواقف الحياة تثبت لنا أحياناً أننا لا نعرفهم. هنا تكمن عظمة السرد، فقد تعرّفنا بموجبه على أبعاد من الشخصيات الأدبية والخيالية التي كانت جسراً للتعرّف على الشخص الذي ينام قربنا في كثير من الأحيان"، يقول الكاتب الكولومبي في مقدّمة الكتاب.

ويحاول باسكيز من خلال المحاضرات الأربعة، والتي حملت عناوين: "نظرة الآخر"، و"الزمن والخيال"، و"أن تروي الغموض" و"من أجل الحرية" الإشارة إلى قدرة الرواية في استكشاف الحياة غير المرئية للإنسان، مؤكّداً على القوة التي تتمتع بها اللغة السردية في حياة الفرد.

وينطلق الكاتب الكولومبي في محاضراته من فكرة أساسية مفادها أنَّ الرواية تقدّم تنوعاً في السرد وفي القصص، وهذا يختلف عن الرواية الرسمية المرتبطة بالسلطة والتي فرضت علينا على أساس أنها حقيقة مطلقة.

يُذكر أن خوان غابرييل باسكيز هو كاتب وروائي كولومبي من مواليد بوغوتا، 1973. يعدُّ حالياً من أبرز الأصوات الروائية في أميركا اللاتينية. من أعماله الروائية نذكر: "ضجيج الأشياء عند سقوطها" (2011)؛ و"أشكال الخراب" (2015) و"أن تنظر إلى الوراء" (2020).








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي