مانويل خيراردو سانشيز.. صوت روائي جديد من فنزويلا

2023-07-29

يُعتبر مانويل خيراردو سانشيز من الأصوات الروائية الشابة التي استطاعت أن تؤكّد حضورها في الأدب الفنزويلي خصوصاً، وأدب العالم الناطق باللغة الإسبانية بشكلٍ عام. ففي كلّ رواية جديدة له يكتشف القرّاء خصوصيات جديدة عن فنزويلا وعن ثقافتها، وعن الهاوية السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يعيش فيها سكان ذلك البلد.

لقد فعل ذلك في روايته "ضجيج الحشرات" التي صدرت في 2020، ووصفها النقّاد بأنّها "واحدة من الروايات التي تؤسّس لسردية جديدة تقوم على أساس التغلّغل في تفاصيل الحياة اليومية الفنزويلية"، وها هو الآن يفعل الأمر نفسه في روايته الجديد

ة "في الصيف يُؤلم أكثر"، والتي صدرت حديثاً عن دار "إيغاليس" الإسبانية.

تسرد الرواية قصة رجل يُدعى كاميل، وصل توّاً من فنزويلا إلى مدينته الأم بيروت، لكنه ما إن استقرّ حتى تلقّى أخباراً غير سارّة: والدُه يحتضر بسبب التهاب الرئة. هكذا يجد كاميل نفسه مضطرّاً للعودة إلى أكثر مكانٍ يكرهه في العالم: قرية بونتا دي ماتا، التي تقع شرق فنزويلا، حيث هاجر والداه هرباً من ويلات الحرب الأهلية في لبنان.

في ذلك المكان، تحت طغيان قسوة الشمس، والذكورية الراسخة في النظام الاجتماعي والسياسي والثقافي للبلاد، سرعان ما سيتعلّم كاميل أنّ العنف يُوجد في كل مظاهر الحياة الفنزويلية: المؤسسات، والتربية، والتعليم، والعلاقات الاجتماعية؛ وهو الآن يُهدّد حياته وهويته.

هكذا سيسرد لنا سانشيز، على لسان بطل العمل، قصة العنف المنهجي الذي تعرَّض له كاميل في طفولته ومُراهقته، والذي أثّر على شخصيته، لكنَّ المونولوجات الطويلة التي يقوم بها بطل الرواية ستكون بمثابة علاج له، وسيحاول من خلالها مُداواة جروحه، وتصفية حساباته مع الماضي، وذلك من خلال التسامح.

سيتعرّف قارئ الرواية من خلال تلك المونولوجات على تفاصيل الحياة الفنزويلية المليئة بحالات العنف، وسيتغلغل سانشز في خصوصيات الفنزويليّين وحياتهم اليومية والطابع العام للبلد، ولن تغيب المناظر الطبيعية السحرية عن الرواية، بل سيصفها المؤلّف بكلّ دقّة، وستساعده للمقارنة بين الجمال والعنف. مع تقدّم الصفحات، سينتبه القارئ أن هذه التفاصيل الدقيقة التي يسردها الروائي ستساعده من أجل تعرية مناخ الفساد "الدافئ" الذي يُعاني منه الفنزويليون.

إضافة إلى ذلك، ستكون العلاقات بين الآباء والأبناء إحدى القضايا الرئيسية التي تُعالجها الرواية، وهنا تحديداً تكمن أهمية العمل، حيث يعكس الصراع بين التعليم - بالمعنى الواسع - الموروث، والحياة التي يُريد كلّ فرد أن يعيشها، وفقاً لقواعده الأخلاقية وقناعاته.

يُذكر أن مانويل خيراردو سانشيز، هو روائي فنزويلي، من مواليد كاراكس 1982. حاصل على ماجستير في الأدب المُقارن من "جامعة برشلونة". من أعماله: " دم وجمر" (2017)، و"آخر يوم في مملكتي" (2019).








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي