عن أيّ بداية تحدّثني؟

2023-07-28

إيفانجيليا تاتسي

البازل

الولد يبكي

لأنّه لم يكن يستطيع

أن يُرَكّب العالم

كانت القِطَع أمامه

لكن لم تكن في الناس ثُلُمات

ولا نتوءات

كان كلّ الناس متشابهين.

■ ■ ■

قُنوط الحاضنة

في هذه المدينة

تولَد فقط

بيوت قديمة

ويولَد

موتى

يُغنُّون

أُمّهات يَرُحن ويجئن

إلى المحاكم والقبور

يرحن ويجئن على يدَيَّ

بقوارب محطَّمة

يداي

مليئتان بأطفال يبكون

بالأطفال

تَشبَع

الأطلال.

■ ■ ■

في وسط البحر

ركبنا زورقاً

لنصل إلى وطننا

من يوم ولادتنا

ونحن

في الزورق

في وسط البحر

هنا لا أحد

يموت هرَماً

في وسط البحر

في زورق

يأخذنا إلى وجهة أُخرى

نموت حزناً.

■ ■ ■

شيء آخر

زمني

هو هذا المفتاح

الذي لا يملكه أحد

المفتاح الذي ضاع.

بطريقة ما

ليس هناك وقت

حينما

فقط يسقط حجر

ما دام الحجر يسقط من دون أن يتذكّر السقوط

(أراقبه –

من دون أن أتذكّره لاحقاً)

أريد أن أقول

إنّ الحجر هو

الزمن والذاكرة

اللذان يَضيعان هباءً.

أريد أن أقول

شيئاً آخر.

■ ■ ■

هجرات

سرب طيور

أضاع طريقه

هو الآن في رأسي؛

اسمعي، تقول لي الطيور،

هذه الريح العقيمة

لا تقود إلى أيّ مكان

ليس في الخارج شمال

ولا فيه جنوب

ها هنا في البُحيرة أحسن؛

فليكن.

■ ■ ■

المكان المُتاح

التاريخ البشريّ

يبدأ من المنتَصَف.

لو بدأ من الأوّل

لكان شَهِد النهاية.

لا نهايةً واحدة.

فليس في النهاية

مجال للعدّ.

إنّها لا شيء

بالمطلق لا شيء

بالكلّيّة

لا شيء.

عن أيّ بداية تحدّثني؟

منتصف التاريخ

هو المكان الوحيد

الذي نملكه

لنحيا.

ترجمة عن اليونانية: روني بو سابا

بطاقة

Ευαγγελία Τάτση شاعرة يونانيّة، ولدَت في أثينا عام 1967. درست الكيمياء في جامعة مدينة باترا. نشرت العديد من القصائد في مجلّات شعريّة، وأصدرت إلى الآن ديوانين. القصائد المختارة هنا من ثانيهما "نباتات داخليّة" الصادر عام 2022.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي