بيتر غران.. في نقد الاستشراق الأنكلو أميركي

2023-05-21

في كتابه، "الاستشراق هيمنة مستمرّة: المؤرّخون الأنكلو أميركيّون ومصر الحديثة"، الصادرة ترجمتُه العربية حديثاً عن "المركز القومي للترجمة"، بتوقيع سحر توفيق ومراجعة عاصم الدسوقي، يتتبّع الباحث الأميركي، بيتر غران، تاريخ الدراسات الأنكلوأميركيّة التي تناولت مصر منذ نهايات القرن التاسع عشر وحتى اليوم، راصداً ما تنطوي عليه من نظرة استشراقية يصفها بالاستعلائية.

خلال لقاء احتضنه "بيت السنّاري" في القاهرة الأربعاء الماضي، قال الباحث الأميركي إنّ الكتاب هو الرابع ضمن سلسلة مؤلَّفات انتقد فيها المنهج الاستشراقي، موضّحاً أنّه قسّم دراسته هذه إلى ثلاث مراحل زمنية؛ هي: الكولونيالية، والحرب الباردة، وما بعد الكولونيالية والحداثة.

يرى غران أنّ الدراسات الأنكلوأميركية تعكس وتكرّس نظرة الغرب الاستعلائية إلى مصر والعالم العربي؛ حيث ترى أنّها بلدان بعيدةٌ عن الحداثة والتحديث، وهي النظرة التي يقول إنّها بدأت خلال فترة الاستعمار، ولا تزال مستمرّة إلى اليوم ويجري تدريسها للأجيال المتتالية.

يعقّب غران: "إذا تمعنّا في التاريخ الأميركي، ستجد أنّ آباءنا ارتكبوا جرائم بحقّ السكّان الأصليّين والأفارقة، لكنّنا لا نجرأ على قول ذلك لطلبتنا. بل إنّ الرؤية الغربية تبرّر جرائمها بكونها جزءاً من خطّة إلهية، على نحو مشابه لقصص الكتاب المقدَّس والعهد القديم".

من مزاعم الاستشراق تلك، مثلما يوضّح غران، القولُ بأنّ البلدان المستعمَرة لم تكُن دُولاً قبل الاستعمار، بل مجتمعات متفرّقة؛ وهو ما ينسحب على مصر التي يُصوّرها اللورد كرومر، القنصل البريطاني العامّ في مصر عام 1879، في كتابه "مصر الحديثة 1906 - 1908"، على أنّها كانت مجرّد تجمُّع لمجموعات بشرية منذ انتهاء عصر الفراعنة.

يُذكَر أن بيتر غران هو أستاذ التاريخ المصري الحديث في "جامعة تيمبل" بالولايات المتّحدة؛ ومن مؤلّفاته الأُخرى: "الجذور الإسلامية للرأسمالية مصر 1760 - 1840" (1976)، و"ما وراء المركزية الأوروبية": نظرة جديدة لتاريخ العالم الحديث (1996)، و"صعود الأغنياء: نظرة جديدة لتاريخ العالم الحديث" (2009).







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي