محمّد اشويكة: مساءلة السينما المغربية جمالياً

2023-05-19

يُزاوِج الكاتب والناقد المغربي محمّد اشويكة (1971) بين الكتابة السردية والكتابة للسينما وعنها؛ ففي الأُولى، صدرت له عدّة مجموعات قصصية؛ من بينها: "الحبّ الحافي" (2001)، و"النصل والغمد" (2003)، و"خرافات تكاد تكون معاصرة" (2004)، و"احتمالات: سيرة كائن من زماننا" (2006)، و"الكراطيط" (2018)، إلى جانب كتاب في اليوميات بعنوان "شذرات لا تعترف ببعضها" (2020)، وآخر في أدب الرحلة بعنوان "أنفاس الجغرافيا: رحلات في المغرب، الجزائر، ليبيا، مصر" (2020).

وفي الثانية، كتب سيناريوهات عددٍ من الأفلام القصيرة والطويلة، ووضع مجموعةً من الدراسات حول السينما المغربية؛ من بينها: "الصورة السينمائية: التقنية والقراءة" (2005)، و"مجازات الصورة: قراءة في التجربة السينمائية لداوود أولاد السيّد" (2011)، و"السينما المغاربية: قضايا الفرادة" (2017)، و"العرض السينمائي تصوُّراً للعالم" (2018)، و"الصورة السينمائية: مستويات الفهم والتأويل" (2018)، و"السينما المغربية: من الخدمة العمومية إلى النقاش العمومي" (2020).

"السينما المغربية: من التراكم إلى الحساسية الجمالية"، عنوان كتابه الجديد الصادر حديثاً عن "دار السليكي إخوان للنشر" في طنجة، وهو المؤلَّف السابع ضمن ما يُسمّيه مشروعاً مفتوحاً حول السينما المغربية، يهدف، مثلما نقرأ في المقدّمة، إلى "دراسة أسئلتها وقضاياها، أفلامها وأعلامها، آلامها وآمالها، ساعياً إلى إمعان النظر في ما يُمكن أن تخلقه من أثر فنّي يضيف للفنّ السابع، وما يمكن أن يكون في ثناياها من موضوعات، كاشفاً مرجعياتها الفنّية التي ترقى إلى التناول البحثي والدراسة الأكاديمية، والنقد السينمائي المنتج للفكر والممارسة التأمّلية".

يتمحور الكتاب حول مفهوم "الحساسية الجمالية"، من خلال استقراء مجموعة من القضايا والتجارب في السينما المغربية التي يرى اشويكة أنّها "حقّقت تراكُمّاً مهمّاً يستدعي المساءلة والنقد، فقد تكاد تكون وتيرةُ إنتاجها متزايدةً من حيث الكمّ، لكنّ سؤال الكيف يظلّ مُلحّاً، ممّا يطرح قضية الانتقال نحو الكيف"، ليخلص إلى أنّ السينما المغربية تتوفّر على حساسيات مرتبطة ببعض المخرجات والمخرجين، ولم تصل إلى بلورة مدرسة جمالية أو تيار فنّي يميّزها.

يتضمّن الكتاب أربعة فصول؛ يحمل أوّلُها عنوان "قضايا عامّة"، وفيه يطرح اشويكة إشكاليات عامّة في السينما المغربية؛ مثل إيجابيات وسلبيات ظاهرة المُخرج المنتج، والمرأة في السينما المغربية، وصورة الشباب فيها، ووضع قاعات السينما في المغرب، بينما يتناول في الفصل الثاني، "حساسيات نسائية"، تجربةَ المُخرجة السينمائية عزة جنيني (1942)، ويُقارب ثلاثة أفلام أخرجتها نساء؛ هي: الروائيان الطويلان " إنديكو" (2018) لسلمى بركاش و"نور في الظلام" (2016) لخولة بنعمر، والوثائقي "ناسجات الأحلام" (2021) لفاطمة إثري إهودان.

وتحت عنوان "حساسيات مغايرة"، يُقارب اشويكة الأبعاد الدلالية في مجموعة من الأفلام المغربية التي يرى أنّها حملت حساسيات مختلفة؛ وهي: "أحداث بدون دلالة" (1974) لمصطفى الدرقاوي، و"كلام الصحراء" (2018) لداوود أولاد السيّد، و"نصف السماء" (2015) لعبد القادر لقطع، و"مباركة" (2018) لمحمّد زين الدين، و"عرق الشتا" (2017) لحكيم بلعبّاس.

أمّا الفصل الرابع والأخير، "حساسيات تجريبية"، فتناول فيه ستّة أفلام؛ هي: "وليلي" (2017) لفوزي بنسعيدي، و"كيليكيس.. دوّار البوم" (2018) لعز العرب العلوي، و"ميلوديا المورفين" (2019) لهشام أمل، و"البحث عن السلطة الضائعة" (2016)، لمحمّد بنسودة، إضافة إلى فيلمَي هشام العسري "ضربة في الرأس" (2017) و"الجاهلية" (2018).







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي