إردوغان يحذر من "تشيرنوبيل أخرى" بعد محادثات مع الرئيس الأوكراني  

أ ف ب - الأمة برس
2022-08-19

 

الرئيسان التركي والاوكراني رجب طيب اردوغان وفولوديمير زيلينسكي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في لفيف في 18 آب/اغسطس 2022 (اف ب)

حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من كارثة نووية في أوكرانيا، خلال أول محادثات مباشرة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي منذ الغزو الروسي، مكررا بذلك دعوات أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي يزور الجمعة أوديسا.

ودفع اندلاع القتال حول أكبر منشأة نووية في أوروبا تقع في جنوب أوكرانيا وتخضع للسيطرة الروسية، عددا من قادة العالم إلى إطلاق تحذيرات عاجلة، من بينهم غوتيريش الذي حذر خلال محادثات مع أردوغان من أن أي ضرر يلحق بالمحطة سيكون بمثابة "انتحار".

 وقال إردوغان في مؤتمر صحافي في مدينة لفيف بغرب أوكرانيا "نحن قلقون. لا نريد أن نعيش تشيرنوبيل أخرى"، مؤكدا للرئيس زيلينسكي أن تركيا حليف قوي لأوكرانيا. وصرح الرئيس التركي "في وقت نواصل جهودنا من أجل حل، كنا وسنبقى الى جانب أصدقائنا الأوكرانيين".

من جهته، قال غوتيريش إنه يشعر "بقلق بالغ" بشأن الوضع في المحطة التي أكد أنه يجب جعلها "منزوعة السلاح". واضاف "علينا أن نقول الأمور كما هي: أي ضرر محتمل لزابوريجيا سيكون بمثابة انتحار".

وإردوغان الذي يخوض منافسة جيوسياسية كبيرة مع الكرملين لكنه يبقي على علاقة عمل وثيقة مع فلاديمير بوتين، التقى الرئيس الروسي قبل أقل من أسبوعين في منتجع سوتشي على البحر الأسود

وكان الرئيس التركي وغوتيريش وسيطين رئيسيين في اتفاق تم توقيعه في اسطنبول الشهر الماضي سمح باستئناف صادرات الحبوب من أوكرانيا بعد أن منع الغزو الروسي الإمدادات العالمية الأساسية.

وقبل المؤتمر الصحافي مع زيلينسكي، أعلنت هيئة الموانئ الأوكرانية أن سفينة الشحن الخامسة والعشرين أبحرت، بموجب هذا الاتفاق، إلى مصر محملة بـ33 ألف طن من الحبوب.

وأوكرانيا وروسيا هما من أكبر الدول المصدرة للحبوب في العالم. وقد أدى توقف الصادرات إلى ارتفاع أسعار الحبوب وتزايد المخاوف من نقص في الغذاء العالمي.

وقال غوتيريش خلال اجتماع مع صحافيين إن الأطراف يأملون في تكثيف الجهود لتعزيز العمليات في ثلاثة موانئ جنوبية مخصصة للتعامل مع الصادرات بموجب الاتفاق، مؤكدا "سنفعل كل ما في وسعنا لتكثيف عملياتنا بهدف مواجهة صعوبات الشتاء المقبل".

ويواصل غوتيريش الجمعة زيارته لأوكرانيا برحلة إلى أوديسا أحد الموانئ التي يشملها اتفاق استئناف تصدير الحبوب. ويتوقع أن يتوجه في وقت لاحق إلى تركيا لزيارة الهيئة المكلفة بالإشراف على اتفاق الصادرات.

- "يجب أن يرحلوا أولا" -

جاء نجاح الاتفاق المتعلق بالحبوب مناقضا لفشل محادثات السلام في بداية الحرب. ورفض زيلينسكي الخميس أي سلام مع روسيا ما لم تسحب قواتها من أوكرانيا. وقال للصحافيين إنه "تفاجأ جدا" لسماع من إردوغان أن روسيا "مستعدة لسلام ما". وأضاف "يجب أن يغادروا أولًا أراضينا، وبعدها سنرى".

واحتدم القتال على طول خط الجبهة الخميس وفجر الجمعة.

وأدت عمليات قصف على مدينتي خاركيف وكراسنوغراد المجاورة إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل وجرح 25 آخرين الخميس بعد يوم واحد فقط من قصف روسي أسفر عن مقتل 13 شخصا في ثاني أكبر مدينة في البلاد.

واستهدف القصف في وقت مبكر من صباح الجمعة مدينة نيكوبول حسب مسؤول عسكري محلي، بينما تحدث رئيس بلدية ميكولايف عن "انفجارات ضخمة" في الوقت نفسه تقريبا.

على خط مواز، تم إخلاء قريتين روسيتين في إقليم بيلغورود الخميس بعد اندلاع حريق في مستودع للذخائر بالقرب من الحدود الأوكرانية، حسب السلطات المحلية. واندلع الحريق إثر سلسلة من الانفجارات في منشآت عسكرية روسية بالقرب من أوكرانيا، اعترفت موسكو بأن أحدها نجم عن عمل "تخريبي".

- "استفزاز" في زاربوريجيا؟ -

تركز القتال في الأسابيع الأخيرة حول منطقة زابوريجيا في الجنوب، والمنشأة النووية الواقعة فيها. ودعا زيلينسكي بعد محادثات مباشرة مع غوتيريش، الأمم المتحدة إلى ضمان الأمن في المحطة متهما روسيا بشن هجمات "متعمدة" على المنشأة.

 وسيطرت القوات الروسية على المحطة في آذار/مارس. وأثار غموض الوضع فيها مخاوف من وقوع حادث نووي.

ونفت موسكو التصريحات الأوكرانية الخميس مؤكدة أن قواتها لم تنشر أسلحة ثقيلة في زابوريجيا، متهمة كييف بالتحضير "لاستفزاز" هناك من شأنه أن يجعل روسيا "متهمة بالتسبب في كارثة من صنع الإنسان في المحطة".

لكن كييف أصرت على أن موسكو هي التي تخطط لـ"استفزاز" في المنشأة.

وكتبت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية في منشور على فيسبوك ليل الخميس الجمعة أنها تلقت تقارير تفيد بأن كل طاقم تشغيل المحطة باستثناء "جزء صغير من العاملين" فيها، تلقوا أوامر بالبقاء في منازلهم الجمعة، بينما "غادر موقع المنشأة" ممثلو شركة الطاقة النووية الحكومية الروسية.

واضافت "بالنظر الى عدد الاسلحة الموجودة حاليا في اراضي المفاعل النووي وكذلك القصف الاستفزازي المتكرر، هناك احتمال كبير بوقوع هجوم ارهابي واسع على المنشأة النووية".

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ إن استيلاء روسيا على المحطة "يشكل تهديدا خطيرا"، ودعا إلى انسحاب روسيا وتفتيش المنشأة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي