قصة قصيرة.. النافذة

2021-08-14

كاظم حميد الزيدي

إلى.. نيلسن مانديلا

أربعة جدران ترتفع عالياً وتحاصر مربعاً صغيراً من البلاط الأسمنتي، فتبدو مثل ثقب في جدارٍ أو تبدو مثل جبٍ عميق. طالما امتص عصارة الحياة من الأجساد التي تلقى فيه. نافذة صغيرة كأنها ثقب في سماء رصعت جبين أحد الجدران الأربعة، ومن خلالها كان السجين يعيد صياغة علاقته مع العالم الخارجي.

عندما جيء به إلى هذه الزنزانة، أرادوا أن يضعوا بينه وبين الليل والنهار حاجزاً لأنه الوحيد الذي أصر- على الرغم من أنه حمل على ظهره الكثير من السجون والمعتقلات- أن يوآخي بين الليل والنهار ويجعلهما وجهاً واحداً لعالمٍ جميل.

فتسرب إليه من خلال إحساسة المتفاعل مع رطوبة وظلام الزنزانات المتعددة بأنه مع مرور الأيام سيتحول إلى رجل معلب، رجل ميت مثل أسماك «السلمون» داخل علب الصفيح، وعرف أن هذا التحول من رجل إلى سمكة «سلمون» داخل علبة هو ما يريدونه بالضبط.

فقهقه عالياً وضرب الجدران بيده واقترب من النافذة وصرخ «إني هنا سأتحول إلى ماردٍ داخل إبريق وسأخرج ذات يومٍ حتماً إثر لمسة من قريب أو غريب، أما سمكة السلمون هذه فبإمكانكم أن تأكلوها على موائدكم الأنيقة».







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي