
في محاولة لفهم العلاقة المعقّدة بين النوم والنظام الغذائي، استخدم فريق بحثي من جامعة فلوريدا ذباب الفاكهة كنموذجٍ لدراسة كيفية تأثير أنواع مختلفة من الحرمان من النوم على السلوك الغذائي والتمثيل الطاقي، بحسب الرجل.
نُشرت النتائج في مجلة JNeurosci، وكشفت أن فقدان الطاقة الناتج عن قلة النوم هو العامل الأساسي الذي يدفع الكائنات إلى الأكل أكثر، وليس مجرد قلة ساعات النوم بحد ذاتها.
أظهرت التجارب أن الذباب الذي حُرم من النوم بطريقة تُسبب فقدانًا للطاقة، عوّض ذلك عبر تناول المزيد من الطعام وزيادة النوم لاحقًا. أما في الحالات التي لم تؤثر فيها قلة النوم على الطاقة، فلم تظهر زيادة في الشهية أو النوم.
الرابط بين الطاقة والتمثيل الغذائي
يقول الباحث الرئيسي ويليام جا من معهد هربرت فيرتهايم سكريبس للابتكار والتكنولوجيا الطبية الحيوية: “تشير نتائجنا إلى أن الحرمان من الطاقة هو العامل الذي يربط بين اضطرابات النوم وتغير السلوك الغذائي، وليس فقدان النوم في حد ذاته.”
وأضاف جا أن هذه النتائج تفتح الباب أمام فهمٍ جديدٍ لكيفية تفاعل النوم مع آليات التمثيل الغذائي والرغبة في تناول الطعام، مشيرًا إلى أن الجسم يسعى إلى موازنة نقص الطاقة بطرق متعددة، تشمل زيادة النوم واستهلاك الغذاء.
علاج اضطرابات النوم والأكل
يُؤكد الباحثون أن هذه النتائج قد تساعد في تطوير أساليب علاجية أكثر شمولاً لاضطرابات النوم والأكل.
يقول جا: “قد يكون من الصعب علاج اضطرابات النوم أو الأيض بشكل منفصل. ربما نحتاج إلى تصحيح سلوكيات متداخلة مثل النوم والتغذية لتحقيق نتائج علاجية فعالة.”
ويرى فريق الدراسة أن التدخلات السلوكية البسيطة لتحسين جودة النوم قد تُخفف من اضطرابات الأكل والتمثيل الغذائي، ما يجعل النوم الجيد خطوة أولى نحو نظام صحي أكثر توازنًا.