النساء والنوم العميق: العلم يكشف سر حاجتهن لفترات أطول من الرجال

كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في 2025، وأجراها باحثون في مركز "Penn State Health" بالولايات المتحدة الأمريكية، أن النساء لا يختلفن عن الرجال في أنماط النوم فحسب، بل يحتجن أيضًا إلى فترات نوم أطول وأعمق للحفاظ على وظائف الدماغ والتوازن الهرموني، بحسب الرجل.

وأوضحت الدراسة، التي تابعت أنماط النوم في بيئات معملية خاضعة للمراقبة الدقيقة، أن النساء ينمن في المتوسط من 11 إلى 13 دقيقة أكثر من الرجال كل ليلة، وأن أجسادهن تحتاج إلى نحو 20 دقيقة إضافية من الراحة اليومية، لدعم قدرتهن على أداء المهام المعقدة مثل تعدد المهام، وتنظيم المشاعر، والحفاظ على التوازن الهرموني خلال الدورة الشهرية.

الأسباب البيولوجية لحاجة النساء لنوم

بيّنت الدراسة أن ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين يسهم في تحسين جودة النوم، وزيادة فترة نوم حركة العين السريعة (REM)، وهي المرحلة المسؤولة عن الأحلام ومعالجة الذكريات والعواطف.

كما كشفت أن التكوين الفسيولوجي للنساء يجعلهن يحتجن إلى نوم أعمق، خصوصًا في مرحلة N3، وهي أعمق مراحل النوم وأكثرها أهمية لاستعادة الطاقة وتجديد خلايا الدماغ.

وبحسب ما نشره موقع timesofindia، أشار الباحث الرئيس في الدراسة خوليو فيرنانديز-ميندوزا، خبير النوم في مركز بن ستيت هيلث، إن النتائج بقيت ثابتة حتى في بيئات خالية من التوتر أو الحرمان من النوم، مضيفًا: "النساء ينمن فترات أطول وبعمق أكبر".

وأشار إلى أن هذا التفوق في جودة النوم يعكس ما يُعرف بـ"المرونة البيولوجية"، وهي آلية حماية طبيعية لوحظت أيضًا في دراسات تتعلق بصحة القلب وطول العمر. 

وأضاف: "من المنطقي أن الجسد المهيأ للحمل والإنجاب يحتاج إلى حماية أكبر، تشمل القدرة على النوم العميق رغم التغيرات الهرمونية".

وإلى جانب العوامل البيولوجية، لفتت الدراسة إلى أن الأعباء الاجتماعية ومسؤوليات الحياة اليومية تؤثر بدورها في نوعية نوم النساء حول العالم، وتشير بيانات داعمة إلى أن كثيرًا من النساء يكافحن لتحقيق توازن بين العمل والعائلة، ما ينعكس سلبًا على نومهن.

ويقول إيمرسون ويكواير، المتخصص في علوم النوم بجامعة ماريلاند الأمريكية، إن النساء أكثر عرضة للإصابة باضطرابات النوم الناتجة عن العمل لساعات غير منتظمة أو خارج أوقات الدوام التقليدي، موضحًا أن هذا النمط "يسبب إرهاقًا مزمنًا واضطرابات فسيولوجية أشد مقارنة بالرجال".