قصص قصيرة جداً

2021-08-13

أحمد مصطفى علي حسين*

 

اللبن المغشوش

عثرت مصادفة على رجل يبيع الألبان غير المغشوشة، من حينها اتخذته صديقا، فأصحاب المبادئ والمخلصون في الدنيا هم أهل للصداقة الحقيقية.

ثم مرت الأشهر والأيام بينما حل فجأة مساء بارد يخلو من المارة، كنت حينها قد تسللت إلى قلب محل الصديق مصادفة، دون أن يدري، حيث كان يختلي بالتلفزيون، فتراجع مذعوراً، فسألته ببراءة: ما هذه القناة التلفزيونية الجميلة التي تعرض مسلسلاً تاريخيا مؤثرا رغم القدم؟

حينها تغير لون وجه صديقي.

وبعد تردد واجهته بنظرتي والصمت وهما معاً كفيلان بتحريك الحجر.

حينها اعترف بأنها قناة دينية مجهولة، لكن ملامح الفزع لم تبددها إلا ابتسامة ساذجة قدمتها خشية فقدان الصداقة الذي توقعه هو لا أنا.

نوم بلا قصة

خرجت باكرا من أجل البحث عن قصة جديدة أرويها لصغيرى المتعطش لمعرفة القصص.

نظرت يميناً ويساراً في الشوارع المزدحمة والحديثة، وحين استغرقتني الفوضى ضاعت القصة الصالحة للحكي.

قوة الطفيليات

كانت زوجته الفقيرة تهوى العمل بالمكنسة العادية حتى تستمتع بإزالة الطفيليات بقوة يديها ومن ثم هزيمتها، وفي الوقت ذاته ليعود الفضل لها لا للآلة. لهذا ظلت متمسكة بألا تدخل المكنسة الكهربائية البيت، وحين أوضحت لها نتائج دراسات خطيرة عرضت هي بدورها عليّ نتائج دراسات خطيرة خلاصتها: أن ذلك بدافع أن قوتها اليدوية كفيلة بالمهمة وأن القوى البديلة ستضعف قوتها الطبيعية.

أصابتني معلوماتها بالخرس، خصوصا وهي من يتحمل الألم لا أنا. لكن المشكلة أن الطفيليات صارت أقوى من المكنستين جراء الزمن وتنامي الخلل. الآن لا جدوى من المكنستين ولا الزوجة.

هكذا تنامت الطفيليات في البيت ولا نجد ذكرا لنتائج الدراسات الخطيرة التي كانت لها هي.

الخروج إلى المعاش المبكر

اصطدمت الدراجة البخارية بشخص ما بشكل كأنه مرتب بعناية.

مشهد 1: شارع متسع في ضوء نهاري، بينما يعبر الشارع وإذ بخياله يذهب إلى البائع الذي كان قد باعه سلعة منقوصة معيبة بعشرة أضعاف سعرها الحقيقي، رافضا إعادتها، غير مهتم بالتوسلات أو التهديد بالشرطة أو مستقبل الأطفال والنساء البريئين، الذين سيكادون نتيجة الغش الذي هو بالنسبة إليه كبير وخطير.

مشهد 2: تتسارع الموتوسيكلات قاصدة إياه وهو ينظر إليها برهبة وتعجب ثم يسعى لأخذ الحيطة والحذر، لكن هيهات أن تصلح في حال مثل حاله.

مشهد 3: يضحك البائع الذي استنزف أمواله ودماءه، بينما أحد الموتوسيكلات يختتم التفكير ويحول دون محاولة إنقاذ الموقف، حيث يتحتم إنهاء معاناة الجدال مع البائع سريعا لتلقي العلاج وإلا الموت.

مشهد 4: المشتري قد مات، وانتصر البائع وأحد سائقي الموتوسيكلات التي لا يركبها إلا سائقوها، بينما المارة يسيرون كعادتهم تجاه قصة أخرى لا أحد يعلم البطل الحقيقي لها.

 

  • قاص مصري






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي