قصتان قصيرتان جداً

2021-08-11

أحمد مصطفى علي حسين

 

أسباب لعدم القراءة

كلما جاءتني دعوة سخية للغوص في سحر الفنادق المطلة على البحر كانت المهمة تفشل، فما إن ألج الفندق إلا وتبدأ دوامات الاحتياطات التي لا تنتهي طوال الليل والنهار.

بالطبع يحتاط المرء حينما يشعر بأن حياته في خطر، أو أن حياته لا يملكها بمفرده، أو ألا يفهم كثيراً من الأمور حوله.

حسناً لنذكر الأهم، والأهم دائماً يأتي في ظلام الليل، إذن لنبدأ من الليل الذي فيه استمعت على مدار ساعاته الوقورة إلى صوت بعض الأقدام المستهزئة بالسكون العابثة بالأمان الحقيقي.

إن أحداً ما يسعى لأن يقتحم باب الغرفة أو يرغب في..........، ما إن يلمح استيقاظي حتى يضحك.

يكاد يوقن أن استيقاظي أشبه بمن في غرف العناية المركزة الذين لا حول لهم ولا قوة.

لكن لماذا أنا؟

لنأتِ للأقل أهمية، والأقل أهمية دائماً ما يكون في ضوء النهار، هناك في النهار كنت أتحسس وجود غريب يجاورني يتم استبداله بغريب آخر يتتبعني حين أمشي، وثالث حين أتكلم.

يا ترى من صاحب الدعوة الحقيقية للإقامة في الفندق؟

وماذا يريد من وراء دعوته؟

ماذا سيستفيد من التجسس عليّ؟

وهل استحق إرهاق كل هؤلاء الشخوص؟

لو افترضنا أنها رغبة الاغتيال البطيء أو السريع، أو الموت الذاتي أو الروحي أو الجسدي أو كل ما سبق، فماذا سيستفيد من اغتيالي؟

هكذا امتنعت عن قبول الدعوات السخية من أجل البقاء حياً واستكمال قراءة الرواية المؤجلة منذ أربعين عاماً كاملة.

بحثاً عن سلاح ملائم

عندما تأتي ذكرى الإمبراطوريات العظمى، أو المناضلين الأبطال، أو عظماء التاريخ، نجد جدتي تتدخل في الحكايات وتعطلها بهدف أن تتحدث عن بطولتها التي كانت ولا تزال موجودة بتبعاتها وآلامها.

تصر أن تروي دون أن تتحرك من على تراب الأرض قائلة بحزن: إنني تحملت لكمة قوية في بطني من قبل أحد الجنود الباحثين عن أسلحة بقريتنا الصعيدية، كان السبب أن ردي بعدم وجود السلاح غير ملائم، لا يحمل الاحترام الكافي لكبير الجنود.

رغم عدم اعتراض كبير الجنود ولكن الجندي وهو ابن قريتنا كان قد أراد أن يظهر إخلاصاً أكبر لسيده الذي هو من مدينة ما لا نعلم أين هي؟

هذا الذي جعل الجندي ابن قريتنا يضربني بكل قوة، هذا ما حدث يا أحفادي إلا أنني لم أخبر أحداً خشية انفجار انهار من الدماء بين الأهالي والشرطة.

لكنني ما زلت أشعر بالألم في بطني وأبكي طيلة عقود طويلة من الزمن.

قلت: ألم يكن هناك حل آخر.

قالت: لا يوجد حل آخر مستطاع.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي