حميد فارس: الكتابة المسرحية تعاني الكسل

2021-05-10

الشارقة - عثمان حسن

يطرح الكاتب والممثل المسرحي الإماراتي حميد فارس، مجموعة من المقترحات لتنشيط الفعل المسرحي.. وفي الوقت الذي يؤكد فيه فارس ازدهار حالة مسرحية لا يمكن التقليل من شأنها في المحيط الخليجي بشكل خاص، والعربي أيضاً، خاصة مع بروز مهرجان أيام الشارقة المسرحية كظاهرة فنية عربية حققت الكثير من الإنجازات على مستوى التأصيل للمسرح في بعده الثقافي والتنويري، فإنه يشير إلى بعض نقاط الخلل في مسيرة المسرح المحلي الذي لا يزال يشكو من أزمة في التأليف وندرة في الكتاب، وبدرجة أقل في التمثيل واللعبة الإخراجية.

يبدأ حميد فارس من جائحة كورونا، التي جمدت كل النشاطات الفنية والثقافية، ويقول: «أصابت الجميع بالذهول»، فتأجلت الكثير من الأعمال الفنية والمسرحية، وعلى المستوى الشخصي، فقد كان فارس يخطط للمشاركة في عرضين مسرحيين له، الأول لمهرجان أيام الشارقة المسرحية في 2020 والثاني في مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، لكنّ الجائحة عطلت هذه المشاركة، ويتمنى أن يتسنى له ولزملائه المشاركة في دورة مهرجان الأيام خلال العام المقبل، وقد تنفس العالم الصعداء، واشتعلت من جديد خشبة المسرح بالبهجة والأضواء.

أزمة نصوص

ما يتوقف عنده كثيراً حميد فارس، هو أزمة النص الإماراتي، وهي أزمة يراها في مستويين، الأول في ندرة النصوص التي يكتبها إماراتيون، والثانية في تلك الكتابات التي تطرح موضوعات وقضايا متكررة، مع ممثلين ومخرجين آخرين، وهو يصف هذه الظاهرة بقوله: «هناك نوع من الكسل تعانيه الكتابة المسرحية المحلية، وأيضاً يغيب الاشتغال على أفكار جديدة، فالمسرح يحتاج منا إلى بذل جهد أكبر، يحتاج إلى ثقافة مستمرة، ويحتاج كذلك إلى الاطلاع على التجارب العربية والعالمية، ومعاينة ما فيها من إشارات فنية وفكرية مضيئة، والاستفادة منها، فلا مسرح من دون وعي بأهميته الحضارية، وضرورة استيعاب ما يقدمه من مضامين جمالية وتقديمها للجمهور».

ويتابع: «نحن مدينون للجمهور بتقديم أفضل ما لدينا، وإلا بقيت نصوصنا وتجربتنا الإخراجية، متوقفة بلا حراك».

ويعتقد حميد فارس أن التجربة الإخراجية في الإمارات، تتضمن الكثير من اللمسات الجمالية، ولكن ذلك من وجهة نظره لا يكفي، فلا بد من ابتكار آليات جديدة للورش الفنية.. ففي الإخراج على وجه التحديد، يعتقد فارس أنه لا بد من الاستعانة بمخرجين عرب، وأيضاً من الدول الأجنبية، لصقل أدوات المخرج الإماراتي، وهو يقترح أن تكون هذه الورش منتظمة، وأن تعقد بمعدل 5 إلى 6 مرات في العام، وما ينطبق على الإخراج يجب أن يستمر في الورش المتخصصة في التمثيل، ويقول: «كثير من ممثلينا يمارسون الارتجال في المسرح، في المواقف التي لا تحتاج إلى ذلك، فليست كل المواقف الانفعالية والدرامية متشابهة، هناك مواقف تتطلب حرفية في استخدام لغة الجسد، هذه اللغة التي نفتقدها في المسرح الإماراتي، وتحتاج إلى معرفة ودراسة للموقف أو الشحنة الدرامية المطلوب تنفيذها بمهارة عالية على الخشبة، لكي تصل رسالتها إلى الجمهور».

وبشأن الورش أيضاً، يعتقد حميد فارس أنه يجب أن تطال كل متطلبات اللعبة المسرحية، من كومبارس وتقنيين، وطواقم فنية في الماكياج والإضاءة والأزياء والديكور، وألا تترك كل هذه التقنيات لمخرج العمل الفني، أو للاجتهاد الشخصي، فكل هذه الفروع أدوات أساسية لنجاح العرض المسرحي.

في السياق نفسه، ولكونه يؤمن بأن الإمارات فيها الكثير من المواهب المسرحية الشابة، فهو يقترح على الجهات المعنية بالفن المسرحي، أن تقوم بإرسال المواهب الفنية المؤهلة، لحضور عروض مسرحية عالمية، وهو يعتقد أن هذه التجربة مهمة جداً في التكوين المسرحي، ومن شأن هذه الرحلات، أن تشجع هؤلاء الشباب على خوض حوارات فنية مع الممثلين في تلك الدول، فتعمق ما لديهم من فهم ووعي فني، يستفاد منه في التجربة المسرحية المحلية.

يقول حميد فارس: «شكّل مهرجان دبي لمسرح الشباب خطوة متقدمة، في إطار تقديم تجربة مغايرة وجريئة، شجعت الكثير من الشباب على طرح أشكال ومضامين فنية، راكمت في المشهد المسرحي المحلي».. وهو يتساءل عن أسباب توقف هذه التظاهرة الفنية الحيوية، التي جمدت حركة الكثير من المواهب الفنية، وهو يطالب بعودة المهرجان واستئناف نشاطه من جديد.

ويثمّن فارس الدور الذي تلعبه جمعية المسرحيين الإماراتيين، وهو يعتقد أنها مكان دافئ وحميم للقاءات، وتبادل النقاشات الفنية، ويقول: «خلال أزمة كورونا ظل مقر الجمعية مكاناً يلتقي فيه الفنانون والمخرجون، مخضرمون وشباب، نتبادل الحوار، في انتظار انتهاء هذه الجائحة، لاستعادة النشاط المسرحي، بألق وهمة عالية ومتجددة».

تأثير

يشير حميد فارس إلى المسرح الإماراتي بوصفه حقق نهضة فنية يعود الفضل فيها إلى تظاهرة مهرجان أيام الشارقة المسرحي، هذه التظاهرة التي امتد تأثيرها في المسرح الخليجي، الذي بدوره يشكل علامة نهضوية في الإطار الإقليمي، ويقول: نستطيع أن نؤكد على البصمة الإماراتية والخليجية في الفضاء المسرحي العربي، وهي البصمة التي نعتز بها، ونحرص على تأصيل محطاتها المتألقة في الأفق المسرحي العربي.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي