المقاومة الناعمه للمحتل كمسيرة الملح لغاندي في الهند مثلآ!
2021-06-24
عبدالوهاب جباري
عبدالوهاب جباري

أنا أخط أول حرف هنا ؛

وقبل أن أبدأ التذكير بمسيرة الملح ( ؟! ) الهندية ..

لايفوتني التذكيربالمسيرة الخضراء (المغربية) في 1975م ..لإسترجاع الصحراء الغربية ؟

(التي يطالب بها المغرب كما موريتانيا وأسبانيا ؛

وحكمت العدل الدولية بإحقية سكان الصحراء لها ..

ووجدت الجزائر فرصة  فيها لوضع اليد على موطىء قدم لها على شواطىء المحيط الأطلسي ..

فشجعت البوليساريو على التمرد في وجه المغرب؟

تمامآ كما تريد السعودية  تأسيس ميناء سعودي لها ، لتصدير نفطها وغازها من ميناء يمني على بحر العرب :

 ولا تزال مثل هذه القضايا عالقة دون  أي حل  يبدو في الأفق )؟

وأضيف  _ ألقول _  مسيرات العودة البطولية في قطاع غزة في 2018 م..

والتي تراجعت ولا نقل أنها خبت أو أنتهت.. فلاتزال متفاعلة..؟

وقد تفاجىء العالم ذات يوم بما لم يكن متوقعآ ولا في الحسبان ؟

 و( مسيرة الملح الهندية ): كما هو معروف ،أطلقها المؤتمر الوطني الهندي

وترأسها ( غاندي )  الزعيم الهندي الشهير !!

كحراك شعبي ضد الإستعمار البريطاني ..

وكانت الشرارة التي أشتعلت في ثوب بريطانيا العظمى دون سابق إنذار..

و دشنت تحرير وإستقلال الهند من بريطانيا وإستعمارها العسكري وهيمنتها السياسية والتبعية الإقتصادية ..

هي حركة عصيان مدني منضبطة ومنظمة كانت ومدروسة ..

وكان لها رأس وزعيم  وهو الأهم / بطل شعبي / لايستهان به ، يقال له :

_  ( المهاتما غاندي )؟

والمشهور بمبدأه السلمي في مقاومة المستعمر ومايسمى ب ( اللاعنف )

أو قوة الحقيقة كما تعني ..

مسيرة الملح سارت إحتجاجا على قوانين ضريبة الملح التي فرضتها بريطانيا على الشعب الهندي ..

بدأت _ المسيرة_ في 1930م ومهدت لإستقلال الهند ،  وتم في 1947م

أستمرت لمدة عام ، وكان طولها بالكيلو متر يقدر_ 290 _ واستمرت 24يومآ ،

من مقر غاندي حتى قرية (داندي) الساحلية لإنتاج الملح

وقد خرقت قوانين الملح البريطانيه الصادرة في 1882م..

 حيث عمد المشاركون وينضم إليهم خلال المسيرة ملايين الهنود

 لإنتاج الملح بإنفسهم ولإنفسهم خلال سيرهم وأولهم غاندي

 دون دفع أية ضرائب للإنجليز

 وفي نفس الوقت بدأو يستغنون عن الملح التي تصنعه وتبيعه لهم حكومة الهند الإنجليزية؟

ما يعرضهم لعقوبات السجن 6 شهور ..

ولإن الضريبة مست مئات الملايين من جوعى الهند وفقرائها وضعفائها

بل كانت تؤثر على كل الهنود

فقد تضاعفت أعدادهم فيها بل وتحول عددا كبيرا منهم لقتال الإنجليز لإول مرة

 على الرغم من دعوة غاندي بالسلمية ونبذ العنف

بشكل رآه (ونستون تشرشل )  خطيرا للغاية

ونصح بإيقافها وسجن غاندي وهو ماتم وكادت أن تفشل ؟

  وشكلت تحدي لبريطانيا وللعالم الإستعماري أجمع ،

 حين حظيت بتغطية إعلامة ، عالمية واسعة ..

حتى أن الناشط الحقوقي / الأمريكي (مارتن لوثر كينج) تأثر بها سعيا لنيل السود والأقليات في أمريكا حقوقهم المدنية يومذاك؟

كإسلوب لمحاربة الظلم السياسي والإجتماعي ..

وماذا بعد أن يحتكر صناعته ويبيع الإنجليز الملح الهندي للهنود أنفسهم

ومن يخالف ويقوم بإنتاجه يغرم بضرائب والسجن 6 شهور

6 شهور سجن لكل  هندي يصنع ملح بلده الهند ؛ حتى لو جمع أحجار الملح من البحر فهو معرض للعقوبة  ؟

وقد كان الإنجليز يفكرون في فرض ضريبة على { الماء }؟

يدفعها الشعب الهندي ، لولا إستحالة تطبيقها ، فكان {الملح } بدلآ عن الماء لتمويل الإنجليز ماليآ من جيوب الهنود الفقراء؟!

 وبطلوا ده وأسمعوا ده ..؟

وهذه عينة وحسب من سلوكيات المستعمر المعوجة / الظالمة .. عبر العصور..

 فكلما واجهت بريطانيا مشاكل مالية وعجزت عن الصرف على حكومتها في الهند خاصة وقت الحروب ..

 تزيد الضرائب على الهنود .؟

ومنها هذا القانون قانون الملح ..

فكان رد غاندي هو التحدي وحشد الشعب الهندي لصنع ملحه بيديه وبدون دفع ضرائب للإنجليز

 ولا إستجابة لعقوبة السجن؟

و أنتهت بإطلاق سراح غاندي والإفراج عن 80ألف معتقل بسببها

ودعي غاندي للتفاوض في مؤتمر المائدة المستديه بلندن ،

خصصته بريطانيا بقلق لبحث المسألة الهندية

وعند ذهابه بريطانيا ومروره على السفينة .. قناة السويس

 أهداه الشاعر الكبير احمد شوقي:

سلام النيل ياغاندي ، وهذا الزهر من عندي

وإجلال من الأهرام ، والكرنك والبردي

من المائدة الخضراء ، خذ حذرك ياغاندي

وكن أمهر من يلعب ، بالشطرنج والنردي

وقل هاتوا أفاعيكم ، أتى الحاوي الهندي

وثاني يوم المسيرة خطب غاندي:

_ (في الهند ثلاثة أرباع مليون قرية وإذا تطوع 10رجال من كل قرية لصناعة الملح في قريتهم لن نحتاج إلى ملح بريطانيا)؟

_ ( لن نؤذي أي بريطاني ، نعم يحكموننا .. لكنهم ضيوفنا )

_(لايجب أن نعطيهم الفرصة ليقمسوننا إلى هندوس ومسلمين)

وعندما دعاه حاكم الهند البريطاني لتسلم دعوة الحضور لمؤتمر لندن

 سأله إن كان يريد سكرا في الشاي كثيرا .. أو..  قليلا ؟

 فاجابه غاندي متندرا:

_ أريد ملحا سيدي؟!

فقال ونستون تشرشل في البرلمان البريطاني مزمجرا ، غاضبآ ، أسفا :

_أحس أن دمي يغلي وأنا أرى محامي المعابد الهندوسية ، وصاحب فتاوى التمرد نصف العريان ؛

    يتفاوض مع ممثل إمبراطور بريطانيا العظمى؟

وخلال هذا ألتقاه صحفي بريطاني شهير فاتني حفظ أاسمه وأنجز كتب عديدة  -شهيرة_ كتبها مقارنا بين (غاندي) و(هتلر) ؟

حينما ألتقاه أخيرآ:

_شاهدت (هتلر) يخطب في صوت عال وكأنه مجنون أمام مئتي ألف / نازي

بعد أن وفر أحسن الطعام والشراب لهم ؛

وشاهدت (غاندي) يتحدث في صوت خافت أمام مئتي ألف هندي وكأنهم لم يأكلوا شيئآ منذ أسبوع؟

وحينما سأل غاندي:لماذا يتبعك عشرات الألاف  من الهنود أينما ذهبت ؟

فأجاب:( لإني نصف عريان مثلهم ، لكني أقدر على مقابلة أهم رجل أبيض في الهند وخارجها ونقل مشاكلهم له )؟

وحينما خصصت له الحكومة البريطانية عند وصوله لندن قصر الضيافة الملكي فضل السكن مع أسرة هندية بسيطة في حي شعبي تقطنه ويقال أنها مسلمة ؛ وعمال الغزل والنسيج البريطانيين والذي كان يقاطع منتجات مصانعهم ويغزل ملابسه بيديه عوضا عن الملابس الإنجليزية من قطن الهند ومصر وباقي المستعمرات أستقبلوه بحفاوة كبيرة ..

كذلك الأديب الكبير (برناردشو) قال:{ هو المهاتما العملاق وأنا المهاتما القزم)؟

حين خروجه بعد مقابلة بريطانيا العظمى سألته الصحافة العالمية:

 لماذا لم يلبس كما يجب أمام الملك

وظل نصف عريان كعادته دون تغيير فقال واثقا لهم ، مداعبا:

_( ملابس الملك كانت تكفيه ، وتكفيني )..؟!

ونحن علينا الخروج من فترة الكمون المخزي هذا ؛

 

*سيناريست يمني هولندي (من مقال طويل للكاتب)
*هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن الأمة برس




مقالات أخرى للكاتب

  • الدوشـــــــــــــــــــان
  • دردشه رمضانيه مبكرة
  • حكاوى بطعم سلتة الحلبة الصنعانية !





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي