الدوشـــــــــــــــــــان
2023-05-22
عبدالوهاب جباري
عبدالوهاب جباري

دور ومهمة ووظيفة الدوشان في بلادنا اليمن بمثابة وزيرآ للإعلام رغم كونه مهمشآ
فسلاحه وعدته وعتاده لسانه لاأكثر ..
فهو يعز من يشاء ويذل من يشاء
في الدواين والساحات والقاعات
والمجالس المفتوحة أيآكانت مسمياتها وأنواعها دون حرج أو فرامل فله أن يقل مايشاء ..
ولا يقل إلا طيب الذكر بالطبع للجميع ،
مع أنه خبير بالتهريج وقول الهجاء وبطلاقة لو شاء ؟
حين يبدو الدوشان على الحاضرين كانوا من كبار القوم أو أضعفهم يتمنى كل منهم ومنا أن يقول الدوشان عنا شيئآ يذكر؟
وكأن من يتوجه إليه بالمديح في الجلسة قد فاز بجائزة نوبل
كقوله :
حياك وحيا أبوك وجدك يافلان يإبن الفلان ياترابي فلان إلخ ؟
ولهم مصطلحات خاصة بهم في المدح ..
الدوشان ..
على الرغم من تهميشنا له في سلمنا الإجتماعي
فلايتزوج من بناتنا ولا نحن كذلك نتزوج من بناته ..
رغم طلاقة لسانه وقوة ذاكرته في اليمن لايزال مظلومآ ..
له ذاكره حديديه
في تذكر وتمييز الشخصيات على إختلافهم في المدينة
ويذكر أجدادهم وآبائهم ومآثرهم كاأحسن مايكون
وبدبلوماسية عالية جدآ
يوازن بين جليس يمدحه وآخر بجانبه خصمآ وربما عدوآ له في صمت
فيمدح هذا وينصف ذاك دون تجاوزآ للحدود ،
بل يمدحهم بالتساوي الشعور بالعزة والفخر كعادة ورثناها من أيام الجاهلية ولم نتخل عنها ..
فيشعر بالرضا الجميع عنه ويعطونه من قاتهم ( الذحلي) .. بسخاء
الدوشان ..
ليس منافقآ
ولارجل سوء
الدوشان ..
رجل علاقات عامه بمفهوم ثقافتنا القديمه
يمدح الكل ..
ليشعروا بالبهجة والفخر والسعاده
كما أن الدوشان ياسادتي وسيداتي وأنا لست إلا واحدآ منكم إن لم أكن أفضل منكم ..
الدوشان :
ساع للبريد يوصل الرسائل
من المتخاصمين قبل القتال وخلاله وبعده
وإهدار دمه _ الدوشان _ في العرف اليمني محرم تمامآ وعيب أسود ؟
وعلى الجميع إحترام دوره الإنساني وكأنه مبعوثآ من الأمم المتحده منذ ما قبل نشوء الأمم المتحدة المقصرة اليوم في حق الكرة الأرضيه !؟..
الدوشان ..
إنسان كبير يعيش بيننا ويحيي الجميع ويجبنا جميعآ ..
ونحن نكره بعضنا بعضآ ..
ونعتبره صغيرآ جدآ ..
لانكترث له ..
بئسآ لنا عقال حارات ومشائخ وقضاة وفقهاء وساده ورؤساء جمهوريات ؛
في اليمن الكبير المنفوخين على كلام الدوشان الفاضي ؟!
وليعش المهمش / الإنسان الدوشان /
داخلنا وبيننا .

*سيناريست يمني / هولندي .



مقالات أخرى للكاتب

  • دردشه رمضانيه مبكرة
  • حكاوى بطعم سلتة الحلبة الصنعانية !
  • قالت قلتي : موجات متأملة !





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي