(2)
التغير المناخي الذي طرأ على اليمن بهبوب الرياح الموسمية العاصفة الاتية من المحيط الهندي وزلزال تسونامي عام 2004م ، ثم فيضانات حضرموت 2006 مرورا باعاصير (شابالا وميج) في سوقطري في العام 2015، وحتى الفيضانات التي ضربت البلاد مؤخرا.. هو تأكيد لقول علماء المناخ "ان هطول الامطار الغزيرة على اليمن سيعيدها الى ما كانت عليه قبل حوالي 5000 عام" .
ما يعني ان هطول الامطار في غير مواسمها تعود وفقا لدراسات وابحاث المختصين الى عدد من العوامل منها:
وهي عوامل ثير جملة من التغيرات المثيرة في الطقس، التي ستتواصل ليس بالتنجيم وقراءة الكف والفاتحة ، ولا ببركة الدعاء وتعويذات الاولياء والصالحين ، انما بالتغير المناخي ، الذي تتهيأ دول العالم فقيرها وغنيها للتعامل معه ومواجهة كوارثه المحتملة ..
وطالما ان بنا رغبة في العودة الى الوراء في كل شيء .. فالتغير المناخي الجديد يتطلب وضع استراتيجية وطنية ليس لمزيد من احياء الحرب وتمزيق الوطن وقتل الابرياء ، وانما لإعادة بناء السدود والحواجز المائية التي اتت عليها ..
والسؤال المهم الذي يتبادر للذهن مع التغير المناخي الحديد هو ، ماذا نحن فاعلون ؟!
لدينا مؤسسات مقسمة في كل الجهات ، ولدينا تقريبا خمس حكومات متناثرة في كل الارجاء والاصقاع:
- حكومة الحوثي في صنعاء (بن حبتور)
- حكومة آل جابر في الرياض (معين عبد الملك)
وحكومات غير معلنة في مارب، وعدن، وتعز ، ثم برلمانان، برلمان الاول في صنعاء والثاني في ابو ظبي..
ترى ما الذي ستفعله هذه التشكيلة من الحكومات والمؤسسات او الكيانات الكرتونية مع هذا المتغير الذي يتهدد سكان السهل والجبل..؟!!
اسئلة تبحث عن اجابات ..!!!
الفيضانات التي تحدث نتيجة للتغيرات المناخية تسببت في انهيار اعظم الحضارات القديمة .. تسببت في انهيار حضارة ما بين النهرين - الرافدين (في العراق) بابل واشور وكلدان وسومر .
سد مأرب وقصة سيل العرم الذي اتى عليه ودمر حضارة سبأ كان سببه التغيرات المناخية ، ولا علاقة له بعبادة الشمس او القمر من دون الله.. فقد حدث سيل العرم قبل مجيئ الاسلام والمسيحية واليهودية بكثير.
فاليمنيون لم يعبدوا الاصنام بل كانوا على عبادة اله غيبي واحد اسمة بلغة المسند "ذي سموي" او "المقة" أو اله السماء .. وديانتهم كانت ديانة حمير القديمة ، وكانت في عصرها ارقى واسما الديانات روحا وعقلا ..
نحن هنا لا نخشى على تهدم حضارتنا ..فحضارتنا وكل احلامنا ماتت من زمن مداهمة الفار السد ، ولم يبق لليمنيين سوى المحافظة على ما تبقى من حياة .. وهو اقصى ما يطلبه اليمنيون من حكوماتهم الموقرة ان تفعله .
* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب ولايعبر بالضرورة عن رأي الموقع