سبتمبر.. الذي يتجدد!
2022-09-25
  د. عبد الوهاب الروحاني
د. عبد الوهاب الروحاني

كل عام يأتينا سبتمبر ويجلب معه الذكرى الجميلة والحدث الذي أفقنا به على صبح ليس لإشراقه مثيل.

سبتمبر "26" يأخدنا معه إلى عام 62م الذكرى والحدث، والموقف الأهم والأعظم في تاريخ بلادنا، التي ما فتئت تعيش انتكاسات متتالية منذ أن "خرب الفأر سد مأرب" وحتى خرب فئران اليوم كل شيء ينتمي لليمن.. الإنسان، والأرض، والبحر، والحكمة التي نزعم (فشخرة) أننا نمتلكها.

ستون عاماً من الثورة التي مزقت الظلام.. وأخذت بأيدينا إلى شاطئ نور تخترقه زوابع موسمية مفزعة لا تدوم.. ذلك لأن المستقبل لن يكون إلا بسبتمبر، والأمل يجب أن يظل بسبتمبر.

أتعرفون لماذا؟!

نقول ببساطة ويسر ودون عناء أو تكلف أن سبتمبر 62م هو ميلاد شعب، جاء من أجل كل اليمنيين.. من أجل كل الناس:

  • جاء من أجل الفقير والغني، العامل والفلاح، ومن أجل كل الفئات والأعراق.. ولم يقل بحسب أو نسب، أو كبير وصغير.
  • ألغى الفوارق والامتيازات، وقال بتحقيق العدالة، وأن الناس متساوون في الحقوق والواجبات، ولا فرق بين علان أوفلتان، ولا بين "زلعاط" أو "ملعاط" تماماً كما جاء به ديننا اللإسلامي الحنيف.
  • فتح أبواب التعليم المجاني لكل أبناء المجتمع، وبنى المدارس ووفر المدرس ومنحه أجره، والكتاب الذي يمجد الوطن ويصون المواطن.. وأنا وأنت وهو وهي ممن تعلم وابتعث للتعليم على نفقة سبتمبر الثورة والجمهورية، التي نحب ونعشق ولا نزال.
  • بنى سبتمبر المستشفى في المدينة، ووفر المستوصف في العزلة والقرية، وأهتم - وإن بإمكانات شحيحة ومتواضعة - بتطبيب المواطن ومعالجة أبناء المجتمع.
  • ‏فتح سبتمبر (62) الوظيفة للمسابقة والتنافس، وأنا أحد من نافس على الوظيفة وحصل عليها في أكثر من موقع ومؤسسة، وتدرجت بعملي دون وساطة أو رشوة.
  • ‏وفر سبتمبر الذي نحييه كحدث وذكرى فرص الحياة والمعيشة لكل الناس، ولم يضيق على المواطن في عيشه ومصدر رزقه.
  • ‏كسر سبتمبر الأغلال وأغلق السجون، وتجاوز به اليمنيون العزلة الداخلية والخارجية، فبنيت الطرقات، وشيدت جسور علاقات متوازنة مع الأشقاء والأصدقاء.

قواعد تحكمنا:

هذه هي أبسط القواعد التي تحكم بها المجتمعات، وهي التي أسس لها سبتمبر 62م في يمننا الذي يعاني.. وبالمناسبة هي قواعد أو متطلبات أساسية وبسيطة يجب أن تحكمنا ويعيشها الناس في العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين في أي مكان أو مجتمع في العالم، حتى المتخلفة منها.

‏من هنا، لم يعد مهما من يحكم.. بل المهم هو كيف يحكم؟! .. ومن يريد أن يحكم اليمن اليوم يحب أن يسير وفق أبسط قواعد وشروط الحياة المعاصرة، التي تحفظ للوطن سيادته، وللمواطن كرامته.. نعم وللمواطن كرامته.

وصدقوني سيكون من الصعب على أي حزب أو جماعة سياسية أو دينية أو قبلية أو جهوية أن تحكم بالحديد والنار.. فزمن القهر والظلم والاستبداد قد ولى، ولا يمكن له أن يعيش في زمن غير زمنه.. زمن اليوم هو زمن العالم "القرية" الصغيرة.. زمن الحرية التي تشع من بين اصابع الأطفال وتنتشر بدموع الثكالى من ضحايا الجوع والحرب والموت..

كل عام وسبتمبر يذكرنا بما يجب أن نكون ويكون عليه وطننا الحبيب.. كل عام وانتم بألف خير.

 

*وزير ودبلوماسي يمني سابق 

*من صفحته على الفيسبوك



مقالات أخرى للكاتب

  • الوحدة.. إعادة الكرامة!
  • ابحثوا عن السلام في بطون الجياع!!
  • افتحوا مطار صنعاء!!





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي