تعرف على العلامات الدالة على الإصابة بـ"صداع الانطوائيين"

2021-03-30

محمد صلاح

على عكس المنفتحين الذين يحتاجون إلى التواصل من أجل الشعور بالنشاط، يكتسب الانطوائيون طاقتهم من قضاء الوقت بمفردهم، حيث يعتبرون العزلة فرصة لممارسة العديد من الأنشطة. المفاجأة أن "ثلث أو نصف المجتمع يُعد انطوائيا"، بحسب سوزان كاين، مؤلفة كتاب "الهدوء".

ورغم ذلك، فإن ما يقرب من 100% من النصائح التي توجه لهذه الشريحة من البشر، تنحصر في قول "توقف عن التصرف بخجل شديد"، أو "تحدث عن نفسك"، أو "يجب أن تكون أكثر انفتاحا".

وعندما يرضخ الانطوائي وينغمس في التجمعات، حيث الأضواء والمرح، في نهاية الأسبوع، فقد يستيقظ على آلام شديدة في رأسه وجسده، وتسيطر عليه رغبة عميقة للبقاء بالفراش "في محاولة للتعافي من ضغط الناس وما سبّبه صخبهم له من خسائر فادحة في الطاقة، أشبه بمن يتعافى من شرب جالون من الكحول".

لذا سُميت هذه الحالة بـ"صداع الكحول الانطوائي"، أو "صداع الانطوائيين" (Introvert Hangover)، وفقا للكاتبة هولي غيرث، مؤلفة كتاب "قوة الهدف عند الانطوائيين" (The power of introverts).

7 علامات على صداع الانطوائيين

وفقا للخبراء، فهذه 7 من علامات الإصابة بصداع الانطوائيين، وما يمكن فعله حياله:

تشعر بإرهاق عصبي، ولديك رغبة شديدة في الهرب من الناس، وتخشى أن تصرخ في وجه من يثيرون أعصابك، سواء من تثرثر في الهاتف بجوارك، أو من يلاحقك بإشعارات مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب هولي غيرث، إذ تظل مرتديا ملابس النوم، وتجعل هاتفك صامتا، وباب غرفة نومك مغلقا، كما تقول جين غرانمان، مؤلفة كتاب "الحياة السرية للانطوائيين".

أنت مُتعَب للغاية، تعاني ركودا في الطاقة، يُفقدك الرغبة في القيام بأي شيء، فبطاريتك الاجتماعية استنفدت، وأصبحت فجأة "هادئا للغاية، وتكتفي بإلقاء نظرة فارغة"، كما تقول خبيرة الانطواء ديزي سيمونيس، التي تنصح بأخذ حمام دافئ، أو قراءة كتاب لإعادة الشحن.

يهاجمك الصداع، مصحوبا بآلام العضلات، واضطراب المعدة، ويجعل أكتافك متيبسة، وينتقل إلى مؤخرة رأسك، بسبب التفاعل الصاخب الذي جعلك متوترا. وتقول ستيفاني غاردنر رايت اختصاصية العلاج النفسي، إن "الصداع الانطوائي يُسبب توترا يزيد إفراز هرمون (الكورتيزول)". وتؤكد أن "التمارين أو التحدث إلى شخص موثوق، يمكن أن يفيد".

إذا كنت تعاني من القلق أو الاكتئاب، فسيرتفع الصوت الناقد بداخلك، ويجعلك بدلا من التفكير في الحصول على الراحة التي تحتاجها، تُفرط  في التشاؤم وتشك في قراراتك. وتحاول أن تثبت للآخرين أنك شخص اجتماعي، ومن الأفضل تجاهل هذا والاعتناء بنفسك.

يتغير كلامك، فعندما يحاول أحدهم التحدث إليك، تجد صعوبة في التركيز أو نطق جملة مفيدة. وفي هذه الحالة توصي المعالجة الأسرية سابا هاروني لوري، بمصارحة جميع من حولك "أنك قد وصلت إلى الحد الأقصى، ولن تتجاوب لبعض الوقت".

تجد صعوبة في تذكر التفاصيل، أو حسم اختيارات بسيطة جدا، كالاختيار بين قطعة من فطيرة التفاح أو الكرز، إذ نظرا لإرهاقك، لا يمكن لعقلك التحديد.

أتفه الأشياء قد تثير أعصابك، فوضع مفاتيحك في غير مكانها مثلا، قد يُفسد يومك، ويتسبب في الغضب ورفع الصوت.

7 أشياء مزعجة للانطوائيين

أوضحت الكاتبة هايدي لين بورست 7 أشياء يمكن أن تسبب إزعاجا للانطوائيين:

الزوار غير المتوقعين، والمكالمات الهاتفية المرتجلة، أشياء قد تكون مزعجة للغاية، فالانطوائيون بحاجة دائمة إلى وقت للاستعداد، لذا فهم ينتظرون "إرسال رسالة تنبيهية قبل الاتصال أو الزيارة".

العفوية أو مفاجآت اللحظة الأخيرة، لا تتوافق مع حرص الانطوائيين الشديد على جدولة خططهم مسبقا، لذلك يحتاجون أن تتاح لهم الفرصة لإعداد أنفسهم، وكلما زاد الوقت الممنوح كان أفضل.

إقحامهم في محادثة، فليس من المفيد دفع الانطوائيين إلى محادثة على طريقة "ما رأيك؟" أو "لماذا أنت صامت؟"، فهي ليست فكرة جيدة، فالانطوائي إذا أراد فسيتحدث دون حاجة إلى تشجيع أو إقحام.

الأشخاص الفضوليون، حيث يميل الانطوائيون إلى أن يكونوا أشخاصا خاصين جدا، ويحتاجون وقتا للانفتاح، فهم يحبون المراقبة بهدوء، ولا يثقون بالآخرين إلا ببطء، وبعد أن يشعروا بالأمان التام.

ألا يستمع إليهم أحدا، إذ إن كونه مستمعا رائعا، فإن أكثر شيء يحبه الانطوائي هو مستمع جيد. وإذا سألته سؤالا معينا ولم تكلف نفسك عناء الاستماع إلى رده، فهذا يكفي لجعله يتوقف عن التواصل معك.

وضعهم في بؤرة الاهتمام، فغالبية الانطوائيين يكرهون لفت الأنظار، في مواعيد العشاء، أو أعياد الميلاد، أو حفلات الزفاف مثلا، ولا يحب معظمهم التحدث أمام الجمهور.

التعامل مع خدمة العملاء، فعندما يتعلق الأمر بدفع فواتير، أو تحديد مواعيد، فإن الانطوائيين يفضلون المحادثة عبر الإنترنت، بدلا من الهاتف.

ما يريدون أن نعرفه عنهم

الكاتبة كريستينا دي ماريس، تخبرنا بما يجب أن نعرفه عن الانطوائيين:

الهدوء لا يعني عدم وجود ما يقولونه، بل هم دائما يرغبون في طرح أفكارهم أثناء الاجتماعات أو اللقاءات، لكن الثرثارين لا يتركون لهم الفرصة.

ليسوا أقل صحة من الناحية العقلية، في كتابها "الشخص شديد الحساسية"، استنكرت إلين ن. آرون التحيز ضد الانطوائية، مؤكدة "أن الانطوائيين -من الناحية العقلية- ليسوا أقل صحة من المنفتحين".

يمكن أن يكونوا قادة أفضل، فقد وجد بحث أجراه د. آدم جرانت، أستاذ الإدارة في جامعة وارتن، "أن القادة الانطوائيين غالبا ما يحققون نتائج أفضل، مقارنة بالمنفتحين".

أدمغتهم مختلفة، فقد أظهرت دراسات أن تنشيط الدماغ الانطوائي أكبر في القشرة الأمامية، حيث تحدث الأشياء التي تتطلب التركيز والانتباه، مثل التذكر والتخطيط واتخاذ القرارات وحل المشكلات.

رائعون في دراسة الناس، فهم يجلسون في ركن قصي، للتأمل في مَن حولهم وتحليل شخصياتهم.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي