
تحظى المزادات الإلكترونية اليوم بمكانة متنامية بين هواة السيارات الكلاسيكية، بعدما أصبحت فضاءات تجمع بين الندرة والفخامة وتعيد تعريف مفهوم الاقتناء الراقي، بحسب الرجل.
ومن بين أبرز المنصات التي نجحت في ترسيخ حضورها عالميًا، تبرز "كوليكتينغ كارز Collecting Cars"، بوصفها وجهة رقمية تجمع بين شغف الجمع ودقة العرض.
وعلى هذه المنصة يُقام حاليًا مزاد يمتد حتى 16 أكتوبر الجاري، متضمنًا 5 سيارات من التحف الميكانيكية النادرة، التي تمثل قمم التصميم والهندسة في عالم السيارات الكلاسيكية والخارقة.
سيارة Ferrari F40
تستعد هذه النسخة النادرة من Ferrari F40 لعام 1991، التي بيعت أول مرة في ألمانيا قبل أن تنتقل إلى كندا، لتكون من أكثر السيارات المرتقبة في مزاد كوليكتينغ كارز، ما يجعلها محط أنظار هواة جمع السيارات الكلاسيكية حول العالم.
تُعد هذه السيارة بمثابة خلاصة رؤية إنزو فيراري للسيارات الخارقة، إذ تجمع بين الأداء الأقصى والتقنية المتقدمة في زمنها، موثقة بالكامل بشهادة Ferrari Classiche، التي تؤكد أصالتها وسجلها التاريخي منذ مغادرتها المصنع.
تحت غطاء المحرك يعمل V8 مزدوج التيربو بسعة 2.9 لتر، يولّد 478 حصانًا، مقدّمًا تجربة ديناميكية كاملة؛ وصوت التيربو عند التسارع يعكس القوة الهائلة للمحرك، فيما يمنح ناقل الحركة اليدوي ذو الخمس سرعات تحكمًا مباشرًا يعيد السائق إلى زمن كان يمتلك فيه السيطرة الكاملة على الطريق.
خضعت السيارة مؤخرًا لعملية ترميم شاملة، شملت استبدال خلايا الوقود وإعادة بناء نظام التعليق والمكابح بالكامل، لتستعيد كامل قدراتها الميكانيكية مع الحفاظ على أصالتها، فيما يبرز سجل الملكية المفصل منذ اليوم الأول، بما في ذلك كل صيانة وكل رحلة، ما يمنح السيارة النادرة قيمة خاصة بين جامعي السيارات الكلاسيكية.
فيما يعكس الهيكل المصنوع من ألياف الكربون والكيفلار، مع الخطوط الحادة والجناح الخلفي البارز والمصابيح المنبثقة، التوازن المثالي بين التقنية والأداء والجاذبية البصرية، ليؤكد أن F40 ليست مجرد سيارة خارقة، بل تحفة متكاملة على الطرقات، وأحد أبرز السيارات المنتظرة في عالم السيارات.
سيارة Lamborghini Murciélago LP670-4 SV
رغم مرور أكثر من 15 عامًا على إنتاجها، تبدو لامبورجيني Murciélago LP670-4 SV في حالة شبه جديدة، محافظة على كل تفاصيلها، كما كانت عند خروجها من مصنع سانت أغاتا.
جرى إنتاج 186 وحدة فقط من طراز Murciélago LP670-4 SV عالميًا، من بينها 28 نسخة جاءت بمقود على اليمين، ما يجعل هذه السيارة واحدة من نسخ SV الأشد ندرة على الإطلاق.
النسخة المعروضة في المزاد قطعت أقل من 26,000 كيلومترًا منذ خروجها من المصنع، أي بمعدل يقل عن 1,600 كيلومترًا سنويًا، وهو ما يعكس حالتها الاستثنائية ومعدل استخدامها المحدود، ويمنحها مكانة خاصة بين السيارات الخارقة التي حافظت على نقائها الميكانيكي.
الهيكل الخارجي للسيارة مصنوع من ألياف الكربون، مع جناح خلفي كبير يضمن ثباتًا ديناميكيًا عند السرعات العالية، فيما تعكس فتحات التهوية والزوايا الحادة والمصابيح المنخفضة تصميمًا متطورًا يجمع بين العدوانية والدقة الهندسية.
في قلب السيارة، ينبض محرك V12 بسعة 6.5 لتر، يولّد 661 حصانًا وعزم دوران يصل إلى 660 نيوتن متر، مع قدرة على التسارع من 0 إلى 100 كيلومترًا في الساعة خلال 3.1 ثانية فقط، وتبلغ سرعتها القصوى 343 كيلومترًا في الساعة، لتقدم تجربة قيادة تجمع بين القوة المطلقة والتحكم المباشر.
كما ركّزت المقصورة الداخلية على الأداء، مع مقاعد سباق خفيفة ولوحة قيادة مصممة لوضع السائق في مركز التحكم الكامل.
الحفاظ الدقيق على السيارة، إلى جانب ندرتها ومواصفاتها الاستثنائية، يجعلها فرصة فريدة لهواة جمع السيارات الخارقة، مع قيمة مضافة كونها واحدة من السيارات الأبرز المرتقبة في المزاد.
سيارة Aston Martin V12 Speedster
تمثل أستون مارتن V12 سبيدستر Aston Martin V12 Speedster قمة الجمع بين الأداء الفائق والتصميم المتميز، وهي واحدة من بين 88 نسخة فقط على مستوى العالم، ما يجعل كل تفصيلة فيها ذات قيمة استثنائية لهواة جمع السيارات الخارقة.
وما يزيد من تفرد هذه النسخة أنها خضعت لتعديل رسمي من قسم "Q" في أستون مارتن، لتصبح إصدارًا خاصًا، حيث تعكس التفاصيل الدقيقة في التصميم الخارجي روح الطائرات المقاتلة، من الخطوط الانسيابية وفتحات التهوية الهجومية إلى الهيكل المفتوح بلا سقف، ما يمنح السائق تجربة قيادة مكشوفة.
المقصورة والخطوط الخارجية للسيارة تتناغم مع الهيكل المصنوع بالكامل من ألياف الكربون، ما يقلل الوزن ويعزز الثبات والأداء الديناميكي على الطريق، فيما تمنح كل تفصيلة انسيابية تحقق أقصى كفاءة.
النسخة المعروضة، التي تتواجد حاليًا في الدوحة، لم تقطع سوى 1,800 كيلومترًا منذ خروجها من مصانع أستون مارتن، ما يجعلها أقرب إلى تحفة عرض منها إلى سيارة طريق.
وتكتمل تجربة السيارة مع محرك V12 مزدوج التيربو بسعة 5.2 لتر، الذي يولّد قوة هائلة تُترجم إلى تسارع سريع وصوت ميكانيكي نقي، لتجمع بين الأداء الاستثنائي، والتحكم المباشر، والفخامة في آن واحد.
سيارة Mercedes-Benz SLR McLaren
حين قررت مرسيدس-بنز التعاون مع ماكلارين، كانت نتيجة هذا التحالف الألماني-البريطاني، Mercedes-Benz SLR McLaren، سيارة خارقة لا تشبه أي طراز آخر.
تتفرد السيارة بتصميم مستوحى من سيارات الفورمولا 1، مع فتحات تهوية هجومية، وجناح خلفي نشط، وأبواب تفتح للأعلى، ما يمنح السيارة حضورًا ديناميكيًا ورشاقة ملفتة، فيما يضمن الهيكل المصنوع من ألياف الكربون صلابة عالية ووزنًا منخفضًا نسبيًا.
المقصورة الداخلية بدورها توازن بين الفخامة والأداء، مع الجلد الفاخر، والألومنيوم المصقول، والمكابح السيراميكية وتقنيات تبريد المحرك الديناميكية، لتوفر تجربة قيادة متكاملة من دون التنازل عن الراحة أو التحكم.
يعمل تحت الغطاء الأمامي محرك V8 سوبرتشارج بسعة 5.4 لتر، يولّد أكثر من 617 حصانًا وعزم دوران يصل إلى 780 نيوتن متر، ما يتيح تسارعًا من 0 إلى 100 كيلومترًا في الساعة في أقل من 3.8 ثانية، وسرعة قصوى تتجاوز 330 كيلومترًا في الساعة.
وعلى الرغم من أن الإنتاج لم يكن محدودًا رسميًا، إلا أن عدد نسخ هذه السيارة ظل منخفضًا نسبيًا، ما يجعل SLR McLaren واحدة من السيارات الأكثر طلبًا بين هواة الجمع.
سيارة Ferrari 250 GT/L ‘Lusso’ Berlinetta
في حقبة كانت فيها السيارات تُصنع بلمسة الحرفي وشغف الفنان، ظهرت فيراري لوسو Ferrari Lusso عام 1963 بوصفها أحد أجمل ما أنتجته المدرسة الإيطالية في التصميم والهندسة.
جاءت السيارة بتوقيع شركة بينينفارينا Pininfarina، التي اشتهرت بخطوطها الانسيابية وتوازن تصاميمها المثالي، الذي يجمع بين القوة والأناقة، وهكذا أصبحت لوسو مرجعًا في مفهوم الفخامة الرياضية، الذي ميّز سيارات فيراري لعقود.
تحت غطائها الأمامي، ينبض محرك V12 بسعة 3.0 لتر، يطلق صوتًا لا يُنسى يعيد إلى الأذهان زمن السباقات الكلاسيكية والطرقات المفتوحة.
أما هيكلها الخارجي، فهو قطعة فنية خالدة تجمع بين الرشاقة والجمال الهندسي، لتؤكد أن هذه السيارة ليست مجرد وسيلة نقل، بل تجربة خالدة لا تتكرر.
استراتيجية المزادات المغلقة
تتبنّى منصة كوليكتينغ كارز استراتيجية فريدة في إدارة المزادات، تقوم على الشفافية والسرية في آنٍ واحد، عبر نظام العروض المغلقة الذي يمنح المشترين حرية التنافس بسرّية تامة، ويعزز الثقة في كل صفقة تُبرم على المنصة.
هذا النهج المبتكر لم يُحدث تحولًا في تجربة المزادات الرقمية فحسب، بل أسهم في رفع القيمة السوقية للسيارات الكلاسيكية والنادرة المعروضة، لتصبح كل عملية بيع تجربة تُجسّد التميز والاحترافية.
وبفضل هذه الرؤية، رسخت المنصة مكانتها كأحد أقوى اللاعبين في سوق المزادات الفاخرة، متجاوزة حاجز 1.34 مليار دولار أمريكي من المبيعات منذ انطلاقتها عام 2019، بعد بيع أكثر من 21 ألف سيارة في أكثر من 50 دولة حول العالم.
وهذا النجاح يعكس توازن كوليكتينغ كارز بين روح الحرفية الكلاسيكية ودقة الابتكار الرقمي، ويجعلها مرجعًا جديدًا في عالم اقتناء السيارات النادرة.