تطور طرق معالجة الاكتئاب من العصور الوسطى إلى العصر الحديث... دراسة توضح

الأمة برس
2025-10-10

تطور طرق معالجة الاكتئاب من العصور الوسطى إلى العصر الحديث... دراسة توضح (أونسبلاش)تكشف مقالة جديدة عن تطور النظرة التاريخية من الكآبة القديمة إلى علم الأعصاب الحديث، فبعد أن كان الاكتئاب محاطا بالغموض والخطيئة، أصبح يعرف الآن بأنه اضطراب بيولوجي ونفسي معقد، بحسب سبوتنيك.

يتطلب فهم الاكتئاب كشف تاريخ غني، يمتد لقرون، من التفسيرات الصوفية في العصور الوسطى إلى مناهج الطب الحيوي المتطورة اليوم.

كان الاكتئاب، الذي أطلق عليه الأطباء اليونانيون القدماء اسم "الكآبة"، مرتبطا في البداية باختلالات في سوائل الجسم، وكان يعالج بأشعة الشمس والأعشاب والملينات. ومع ذلك، في العصور الوسطى، كان الاكتئاب ينظر إليه غالبا على أنه خطيئة، وخاصة خطيئة اللامبالاة أو الكسل الروحي، ما أدى إلى علاجات تتضمن الصلاة والعمل البدني والعقوبات القاسية، حسب مانشر في مجلة "ساينتيفيك روسيا"، ونورد أهم ماجاء فيها.

شهد القرن العشرون إنجازات علمية، لا سيما مع تصنيف إميل كريبيلين لمرض "الهوس الاكتئابي"، واختراع أول مضادات الاكتئاب في خمسينيات القرن الماضي، ومهد اكتشاف أدوية جديدة الطريق لفرضية أن الاكتئاب ينتج عن اختلالات كيميائية حيوية، وخاصة نقص "السيروتونين" و"النورأدرينالين" و"الدوبامين".

أدت نظرية "السيروتونين"، التي وضعها أليك كوبن في ستينيات القرن الماضي، إلى تطوير مثبطات استرداد "السيروتونين" الانتقائية، والتي أحدثت ثورة في علاج الاكتئاب بفضل فعاليتها ومستوى سلامتها، ومع ذلك، سرعان ما أدرك الباحثون محدودية هذا التفسير الكيميائي الأحادي، حيث لم يستجب العديد من المرضى لمثبطات استرداد "السيروتونين" الانتقائية، ما دفع إلى استكشاف أوسع للاكتئاب كاضطراب دماغي متعدد الأوجه يشمل الشبكات العصبية والالتهابات والمرونة العصبية والاستعدادات الوراثية.

تشمل العلاجات المبتكرة الآن تقنيات تعديل الأعصاب مثل التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة والتحفيز العميق للدماغ، والتي تعطي أملا للمرضى الذين يعانون من مقاومة الأدوية التقليدية، وتشير الأدلة الناشئة أيضا إلى محور الأمعاء والدماغ، ما يدل إلى أن تعزيز إنتاج السيروتونين المعوي قد يخفف من أعراض الاكتئاب، لكن تظل الوقاية أمرا حيويا، لا سيما للأفراد المعرضين للخطر والذين يعانون من ضغوط أو صدمات مزمنة.

تعكس رحلة الاكتئاب من كآبة قديمة إلى اضطراب مثبت علميا كلا من التطور المجتمعي والتقدم في العلوم الطبية، ويقدم الفهم المتكامل اليوم أملا جديدا من خلال علاجات مخصصة واستراتيجيات وقائية.

 









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي