من شعر الهنود الحمر .. ترجمة : وليد السويركي

2021-02-15

إنني أطلب الكلام وأريده بلغتي الأم

أمبرتو أكابال

 

هذه القصائد جزء من انطولوجيا شعرية صدرت عن دار أزمنة في عمان بعنوان "طردت اسمك من بالي" في أول ترجمة عربية لأعمال الشاعر الغواتيمالي الهندي الأحمر امبرتو اكابال الذي يعد اليوم أحد أهم الأصوات الشعرية في أمريكا اللاتينية. ترجمت أشعار اكابال إلى العديد من اللغات من بينها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والبرتغالية والهولندية واليابانية وحاز على الجائزة الأدبية الأولى في غواتيمالا عام 2004 لكنّه رفضها لأنها تحمل اسم ميغيل آنخيل أستورياس(نوبل للآداب1967) الذي أهان ، حسب رأي الشاعر ، شعب المايا الذي ينتمي إليه في كتابه "القضية الاجتماعية للهنود الحمر". وحاز كذلك عدداً من الجوائزالدولية: جائزة بليز سندرار الدولية في الشعر - سويسرا ، 1997 ، جائزة كانتو دي امريكا التي تمنحها منظمة اليونسكو 1999 ، وجائزة بازوليني - إيطاليا ، ,2004


أتكلّم

أتكلّم
كي أغلق فم
الصمت.

 

الزقاق العتيق


بعد كثيرْ من السنوات
مررتُ ثانية بالزقاق العتيق
لم يتغيّر...
في أعماقي أخذتْ ندبةّ عتيقة بالاخضرار.

 

هي


كالقمر
جميلاً ومكتملا
خلف أشجار الأوكاليبتوس
هكذا كانت
بسيطةً ، صموتةً ، وديعةً
وحافية القدمين كحزني
عيناها بذرتان من ذرة سوداء ،
الفجر وهبها
والمساء استعادها
إذ إن السماء هي الأخرى
قد وقعت في حبهّا.

 

العًنّاب

كلَّما رأيتَ زهرةَ العناب
أو أكلتَ من ثمرهً
تذكَّرْ دموعَ فتاةْ
كانت تدعى عنَّابة.
فتاة ، لئلا تسلم نفسها
لغريبْ
لجأت إلى جذع شجرةْ
عاشت فيه العمر كلَّه.
مذاك ،
وشجرة العنًّاب تبكي كلَّ عامً أزهارا وردية.
لقد اختارت هذا اللون
لأنَّ دموعها دموعُ عذراء
وقبلاتها:
ثمارّ من دم.

 

النّار


النار جاثيةً
تطفئُ حزن الحطبْ
تُنشًدُه
غناءها الحماسيّ.
الحطبُ متَّقداً ،
يستمع بشغف
حتى ينسى
أنَّه كان شجرا.

 

المنادي العام


إنني أطلب الكلام
قلت الكلام ولم أقل الميكروفون،
في قريتي ،
يصرخ المنادي العام
كلّ يوم إثنين
ببيان السلطات بلغة الكيتشي
باكراً يصحو الجيران على صوت طبله
تنتن تنتن تنتن...
حين نولد نصفع على مؤخراتنا كي نصرخ
إنني أطلب الكلام
وأريده بلغتي الأم،

 

جذور

لا أعرف أيَّ زهرةْ غريبةْ هو قلبي:
جذورها ممتدةّ من المساء إلى الصباح.
عند كلًّ وداعْ
يكون عليّ اقتلاعُها
ويا لهُ من ألم،

 

بريّ

بريّ أنا
عصيّ على موسيقى
لم تألفها أذني
ثمة غابة عذراء في رأسي
فلا أسمع غير
غناء الطير
وصرخة الحيوان.
الصلوات
في الجبال ،
حجارة شعائرنا
هناك تتلى الصلوات بحرية
وتحملها الريح
هناك نتأمل السماء
في المعابد ، لا سماء
ثمة أصوات سجينة وحسب.

 

علامة

بين الصخور
على لحاء الشجر
في الليالي المرصعة بالنجوم
في أعماق الوديان
على الدروب
في الأحلام
في الريح والماء...
أفتّش عن علامة من الماضي
عن شيء يعيدني
لصوت أسلافي الضائع.

 

كأس الماء

 

إن حدث في قصيدة
أن قُدمت لك: كأس ماء
فشعرت ببرودتها
وأنت تقرأها
فإنّ من قدم الكأس لك
يسمّى شاعرا.

 

حين يهبط الليل

هناك في الدغل ،
حين يهبط الليل
- لئلا يشعروا بالخوف -
يغطي الصغار عيونهم ،
يشعلون الضوء الصغير خلف الأجفان
ويرقدون بسلام
ثم يأخذون بالتحديق داخل النعاس ضاحكين
كما لو كانوا
مستيقظين.

 

الشمس

تنفذ الشمس عبر الحجارة الطينية
بعناد من يصرّ على
رؤية ما في بيوتنا الصغيرة
فيشحب لونها
حين ترى
أن فقرنا يغدو
تحت ضوئها
أكثر ألقا.

 

صلاة

في الكنائس
لا نسمع
غير صلاة الأشجار
وقد صارت مقاعد.

 

* شاعر ومترجم أردني







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي