محمد صلاح
الإتيكيت كلمة فرنسية مُعرّبة تشير إلى الذوق وحسن التعامل مع الآخرين، ويُعرّف بأنه "فن الخصال الحميدة، السلوك بالغ التهذيب" الذي يجمع بين الرقي والبساطة والجمال.
وتتعلق قواعد الإتيكيت بآداب السلوك التي تعزز الثقة بالنفس واحترام الذات، ويظن البعض أن اتباع قواعد الإتيكيت شأن خاص بالنساء، لما يتمتعن به من لين ولطف في التعاملات اليومية، غير أن الجميع يحتاجون إلى تقديم أنفسهم بصورة لطيفة ومهذبة أمام الناس يوميا.
الثواني الأولى التي تقدم فيها نفسك وتكون ابتسامتك ودية ودافئة، ومصافحة يديك قوية، تساعد على تكوين الانطباع الأول عنك لدى الآخرين. كما أن اتباع الآداب الاجتماعية في حياتك المهنية يعزز مكانتك في العمل، ويضمن لك تواصلا إنسانيا أفضل، ويحثك على أن تكون لطيفا مع الآخرين، ويساعد في جعل الناس من حولك مرتاحين. مما يفيدك في تكوين علاقات صداقة قوية، ويوفر لك إحساسا بالأمان، ويزيد من مستوى سعادتك ورضاك.
الإتيكيت إذن لا ينحصر في استعمال الشوكة والسكين، لكنه منظومة سلوك أخلاقية تقوم على إظهار الاحترام والتعامل بالأخلاق في كل موقف، بحسب هيتيش بهاسين خبير التسويق، والرئيس التنفيذي لموقع "ماركتينغ 91" (Marketing91).
التعامل مع الناس
من القواعد الأساسية لآداب السلوك أو إتيكيت التعامل مع الناس، وفقا للخبير بهاسين:
- إذا صادفت شخصا عصبيا فالتزم ضبط النفس، ولا تساهم في استمرار دورة الغضب.
- راقب صوتك، فلا تكن صاخبا جدا، ولا تتباهى بما لديك، ودع أعمالك تتحدث عن نفسها.
- الناس يلاحظون كل شيء، لذا من الضروري أن يعكس مظهرك سحرك وأناقتك.
- تواصل مع من يشعرون بالحزن، ولا تتظاهر بأن شيئا لم يحدث، على الأقل قل إنك آسف.
- قل: من فضلك وشكرا، فالشكر يُظهر تقديرك لمن قدم لك مساعدة، أما قول آسف فيجعلك أكبر.
- أمسك الباب لمن خلفك، واحجز المصعد لمن يحاول اللحاق به، ونبه سائق الحافلة لانتظار أحدهم.
- كن كريما واحمل الطعام أو الكعك إلى جار جديد، أو شخص فقد عزيزا، أو صديق مريض.
- نح هاتفك جانبا، وانظر إلى الشخص الذي يتحدث إليك بجدية، لتحظى بالثقة والتفاهم.
- اترك أحدهم يقف أمامك في الطابور، أو يركب تاكسيا قبلك، بعد أن أشرتما له في نفس اللحظة.
- إذا كنت في طابور فغادره للرد على الهاتف، ولا تلزمهم بسماع محادثتك وهم محاصرون خلفك.
في العمل
آداب السلوك في العمل أمر بالغ الأهمية، بحسب باربرا باتشر، مؤلفة كتاب "أساسيات آداب العمل" التي تقدم قواعد هامة منها:
- قل شكرا دون مبالغة "مرة أو مرتين فقط أثناء المحادثة".
- قل اسمك بالكامل دائما، وابدأ المصافحة إذا كنت الشخص أو المضيف الأعلى مرتبة.
- قف عندما يتم تقديمك لشخص ما، لأن "الوقوف يساعد في إثبات وجودك، وعدم تجاهلك".
- الملابس تعزز سمعة الشخص المهنية أو تنتقص من مصداقيته" فاختر الملائم منها لكل مناسبة.
- ضع هاتفك بعيدا أثناء الاجتماعات، علما بأن "التحايل لإرسال رسائل نصية أو بريد إلكتروني من تحت الطاولة سيكون أمرا وقحا".
- لا تختصر اسم أي شخص "ما لم تكن متأكدا من أنه يسمح بذلك". وإذا نسيت اسما، فقل" أنا آسف، لقد نسيت اسمك".
- قف عند استقبال أحدهم حتى لو كنت مشغولا، فالوقوف للشخص القادم يعد اعترافا به. وقل "مرحبا، صباح الخير" للجميع، فالتحية في العمل "ليست اختيارية".
- رحب بالجميع، فلا أحد يحب أن يتم تجاهله. ولوح براحة يدك وليس بإصبعك "فالإشارة بإصبعك السبابة، ستبدو عدوانية".
- كن دقيقا في مواعيدك، وإذا حدث لك موقف قهري، فاعتذر بمكالمة أو بريد إلكتروني، واشرح الموقف بإيجاز. وعندما تصل لا تضيع وقتهم في الشكوى من المرور أو تأخر القطار.
- أخيرا تحذرك باتشر من أنه "لا يجب عليك سحب الكرسي لأحد في بيئة العمل، حيث يمكن لكل من الرجال والنساء سحب كراسيهم بأنفسهم".
في الأماكن العامة
أما في الأماكن العامة، فآداب السلوك، وفقا للخبراء، تقتضي الآتي:
- في الطريق، استخدم إشارة الانعطاف، لا يقتصر الأمر على اللباقة فحسب، بل يقلل الحوادث.
- في المتجر، اركن عربة التسوق على جانب الممر، وليس في وسطه، فهناك من يتسوقون أيضا.
- حيثما جلست، ادفع كرسيك للداخل بعد ترك الطاولة، ولا تجعل شخصا آخر يفعل ذلك من أجلك.
- دع الناس ينزلون من المصعد أولا قبل أن تصعد، ونفس القاعدة تنطبق على القطار والحافلة.
- أسكت هاتفك في المسارح ودور العرض، وتوقف عن إحداث أصوات بتجعيد أغلفة الحلوى.
- في صالة الألعاب الرياضية، طهر جهاز التمرين بعد استخدامه، وسيقدر زملاؤك ذلك.
- ليس من اللائق أن تقوم بقص أظافرك أو تمشيط شعرك أو تنظيف أسنانك على ملأ من الناس.
- اسعل أو اعطس في مرفقك، فقد أصبحت العدوى مع تفشي فيروس كورونا مسألة حياة أو موت.
في الضيافة
أخيرا، إذا تلقيت دعوة، فإن قواعد الإتيكيت تتطلب منك الآتي:
- إذا تلقيت دعوة فاسأل قبل إحضار أطفالك أو أحد ضيوفك.
- تجنب الموضوعات المثيرة للجدل، أو الفضولية كالسؤال عن الحمل أو الوزن أو الراتب.
- انتظر حتى يكتمل الجمع لبدء الأكل، وإذا كنت لا تفضل طعاما ما، فلا تعلن ذلك أمام الجميع.
- تذكر آداب المائدة، منديل على حجرك، لا تضع كوعيك على الطاولة، امضغ وفمك مغلق، واترك هاتفك.
- لا تذهب فارغ اليدين، وإذا دعيت للمبيت فرتب سريرك، ولا تحتكر الحمام، واصطحب مضيفك لتناول العشاء، أو أرسل هدية لاحقا.
بالطيع لا يمكن للإتيكيت أن يحل كل مشاكلنا، ولكن إذا تحلينا به فربما ينتشر بتأثير نظرية الدومينو، مما يجعل الحياة أجمل بكثير لنا جميعا، بحسب قول بهاسين.