
يصوب أطراف الحرب في اليمن أنظارهم على الانتقال السياسي في الولايات المتحدة، حيث تلقي حالة عدم اليقين بشأن المبادرات السياسية المحتملة لكل من الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها والإدارة القادمة، بتأثير كبير على عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن، مع اختلاف التأثير الواضح بين نهج الإدارتين على نتائج المفاوضات.
ومن ناحية أخرى، فإن تهديد إدارة الرئيس "دونالد ترامب" بتصنيف المتمردين الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية يهدد التقدم التدريجي الذي تم إحرازه بشق الأنفس خلال الأشهر الثمانية الماضية للتوصل إلى اتفاق بشأن خارطة طريق يمكن أن تنهي الأعمال العدائية وتطلق عملية سياسية شاملة.
لكن الإعلان في أوائل ديسمبر/كانون الأول عن قيام إدارة "ترامب" بإدراج السفير الإيراني في صنعاء "حسن إيرلو" على قائمة العقوبات قد يوحي بأن التصنيف الأوسع للحوثيين سيظل معلقاً. (يوصف إيرلو بأنه ضابط في فيلق القدس أرسلته إيران مؤخرًا إلى صنعاء للعمل كوصلة بين الفيلق والحوثيين).
موضوع يهمك : مؤشرات على التغيير.. قراءة في نتائج انتخابات مجلس الأمة الكويتي
تأثير تصنيف الحوثيين
قد يكون لتصنيف الحوثيين تأثير كبير للغاية على المفاوضات غير المباشرة الجارية بين الأطراف اليمنية الرئيسية في النزاع، كما يمكن أن يوفر ذريعة للرئيس اليمني المنفي "عبد ربه منصور هادي" - الذي أوضح نفوره من عملية السلام - ليعلن أنه لم يعد قادرًا على الانخراط، حتى بشكل غير مباشر، مع المفاوضين الحوثيين لأن الحركة صُنفت كمنظمة إرهابية.
من ناحية أخرى، فمن المرجح أن يرد الحوثيون على التصنيف بأن يصبحوا أكثر تشددًا، مما قد يؤدي إلى تجميد الجهود لإنهاء الصراع.
هناك أيضًا مخاوف من أن تصنيف الحوثيين سيجعل من المستحيل على منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية العمل في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن في وقت يتعرض فيه نظام الصحة العامة لضغوط هائلة بسبب النقص الحاد والواسع في الغذاء بالإضافة إلى فيروس "كورونا" والكوليرا وأمراض أخرى.
علاوة على ذلك، ليس من الواضح ما إذا كان التصنيف كمنظمة إرهابية سيكون له أي تأثير مادي على الحوثيين، فليس لديهم أي أصول خارجية ظاهرة يمكن أن تكون عرضة للمصادرة، وبينما يمكن أن يتكبدوا بعض الخسائر المالية داخل اليمن، فإن تلاعبهم باقتصاد الحرب الذي ازدهر منذ بدء الصراع في عام 2014 يشير إلى أنه سيكون لديهم موارد وافرة تحت تصرفهم، حتى لو تم فرض عقوبات إضافية.