"قررت الانحياز للعلم".. عربي يحصل على "لقاح كورونا" في أميركا ويحكي تجربته

2020-09-02

اللقاح التجريبي يستخدم تقنية ناقل m-RNA وهو رمز جيني يحث الخلايا على بناء استجابة مناعية للفيروسأحمد الإمام - واشنطن - اللقاح التجريبي يستخدم تقنية ناقل m-RNA وهو رمز جيني يحث الخلايا على بناء استجابة مناعية للفيروس

في مركز بحثي بمدينة كولومبس الأميركية، جلس الأردني عبد الله المبيضين يقرأ مجموعة من الأوراق استملها من العاملين في المركز قبيل مشاركته في تجربة لقاح جديد ضد فيروس كورونا المستجد.

الأوراق تتضمن معلومات عن اللقاح الجديد التي تعمل عليه شركة "فايزر" الأميركية بالتعاون مع شركة BioNTech الألمانية، كما تتضمن تفاصيل قانونية تتعلق بالمشاركة في التجارب، والآثار الجانبية المحتملة.

بحكم عمله كصحفي بدأ المبيضين (48 عاما)، متابعة أخبار كورونا منذ انتشار الوباء بداية العام الحالي، مرورا بإعلان حالة الطوارئ في ولاية أوهايو الأميركية حيث يقيم بعد انتقاله من الأردن إلى الولايات المتحدة قبل عامين ونصف.

يقول المبيضين لـ"موقع الحرة": "الأحداث كانت متسارعة ومؤلمة.. بشكل أثر على حياتي وعملي بدرجة كبيرة ... أصبحت أفكر في الخسارة التي تكبدها الناس حول العالم".

اهتم المبيضين بأخبار اللقاحات التي تعمل عليها أكثر من شركة حول العالم، كونه طوق النجاة الذي قد يقدمه العلم للبشرية كسبيل للخروج من الأزمة.

أخبار لقاح كورونا قادت المبيضين إلى قصة ابتكار لقاح شلل الأطفال، التي يصفها بـ" رحلة الخوف التي انتهت بحقن مبتكر اللقاح لنفسه"، في إشارة إلى الطبيب الأميركي جوناس سولك الذي ابتكر التطعيم عام 1955 وحقن نفسه به للبرهنة على سلامته.

"عندما تقرأ مثل تلك القصة تشعر بالحزن ... فبعد كل تلك التراكمات العلمية والتجارب التاريخية تخرج حكايات مرتبطة بنظريات المؤامرة ... البعض يصر على زرع الخوف والرعب في قلوب الناس من العلم"، يقول المبيضين.

قرر المبيضين "الانحياز للعلم" على حد تعبيره، وذهب للمشاركة في المرحلة الثالثة من تجارب مطعوم كورونا التي تقوم Pfizer و BioNTech بتطويره.

اللقاح التجريبي يستخدم تقنية ناقل m-RNA وهو رمز جيني يحث الخلايا على بناء استجابة مناعية للفيروس.
المطعوم حظي بدعم وتمويل كبير من السلطات الفيدرالية الأميركية في صورة عقد بقيمة 1.95 مليار دولار لإنتاج 100 مليون جرعة بحلول نهاية العام.

الولايات المتحدة استثمرت حتى الآن في ثلاثة لقاحات، حظي لقاح Pfizer على أكبر استثمار بقيمة 1.95 مليار دولار، بينما قدمت واشنطن 1.5 مليار لشركة Moderna و1.2 مليار لشركة AstraZeneca .

"لم أشعر بالخوف"

داخل مركز Avintive Recearch، أجرى الباحثون عدة فحوصات على المبيضين ثم سحبوا عينه من دمه، قبل إعطائه اللقاح في تجربة استمرت لأربعة ساعات.

بحكم عمله كصحفي بدأ المبيضين متابعة أخبار كورونا منذ انتشار الوباء بداية العام الحالي

"لم أشعر بالخوف فقد قرأت بشكل مفصل عن نتائج تجارب المرحلة الأولى ... لا يوجد ضرر كبير من تلقي المطعوم"، يقول المبيضين.

يتم إعطاء لقاح Pfizer على مرحلتين، بالإضافة إلى زيارة المركز ستة مرات خلال عامين، ويظل المتطوع على تواصل مع الجهة الباحثة من خلال تطبيق هاتفي أعد خصيصا لذلك.

الأعراض الجانبية التي تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة أو الحكة وألم العضلات لم تظهر إلا على عدد قليل من المشاركين في التجارب التي كانت نتائجها مبشرة.

الشركتان اللتان تعملان على هذا اللقاح أعلنا سابقا أن النتائج الأولية أظهرت أن اللقاح التجريبي الأول استحدث أجساما مضادة قادرة على تحييد الفيروس لدى البشر عند مستويات تساوي أو أعلى من تلك التي تظهر لدى مرضى متعافين من كوفيد-19.

وتم التوصل لتلك النتيجة بجرعات منخفضة نسبيا، وتسببت بآثار جانبية راوحت بين الخفيفة والمتوسطة لكن عابرة، وهو ما يعد طبيعيا.

يقول المبيضين: "المشاركة في مثل هذه التجارب هو انحياز للعلم وإعطاء أمل للناس في كل دول العالم .. العلم هو الوحيد القادر على تبديد غمامة التشكيك القاتمة التي تنتشر في عالم اليوم".

وفي مواجهة الإحباط الذي يشعر به بعض الناس بسبب الجائحة، يعتقد المبيضين أن "أفضل طريقة لتقليل أي تأثرات سلبية على الحياة هي في أن يكون المرء في صفوف المبادرين .. في صفوف الناس الذين يبذلون جهودا في إيجاد حلول بدلا من إثارة الأوهام بين الناس".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي