قصائد عن الوقت والحب والبحر

2020-06-23

وليد الهليس*

 كلما سمح الوقت

 أعرف، ما تزال هناك؛

غرفة ضيقة،

فسيحة ربما،

وصخب الحراس عند المناوبة.

 

يقينًا، تعبتَ من كل هذا؛

مكبرات وقتِ التمام؛

والضابط بالهيبة المبتذلة ذاتها؛

والأيام لا تنتهي.

 

وتعبت من رغبات نفسك القليلة؛

رغبات صغيرة لا تكلف شيئًا؛

كتابًا تدور في فصوله فراشة؛

خمسين مترًا من زرقة البحر؛

وفنجان قهوة تصنعه بيدك.

 

رغبات كبيرة، هي لا تكلف شيئًا أيضًا:

لا عيون فضولية؛

لا هراوة للأيدي؛

لا زناد للأصابع؛

ولعل الزمان ينعم بليلة كاملة معها،

ليلة مظلمة لا يضيئها سوى المجد.

 

ما تزال هناك،

تقرأ وتضحك،

وتحزن كلما سمح الوقت،

وتفكر فيّ،

"أنا المغتبط بنجاته"

معتقدًا أنني ربما، نسيتك.

 

(2)

 

رأيتُها، ابتسَمَت

 

رأيتها..

ابتسمت

.. وهوينا، معًا.

 

 ابتسامتها ضراعةٌ

وعيونها ألمٌ يُرتجى.

وأنا، شارعٌ غريبٌ،

وقدمان متعبتان.

الخريف، بلا كلل،

يأخذ الأشجار،

إلى مخدع الفصول.

ونحن غصنان ناحلان في العراء.

عندما رأتني..

لم تدار ارتعاشها،

ولم أدار..

 

سرقتُ، بيديها، النار الخفيّة،

بقدميها صعدت الجبل،

وبجناحيها،

ترجلت عن السحابة.

 

شهية كانت؛

وليمة شيطان؛

تقيّةً؛

قطرة ندى،

وجريئة؛

كمعصية في رابعة النهار.

 

أدخلتني، علانية، كهوفها،

وأعطتني مفاتيح غرفها السرية،

ثم تركتني،

 

.......

 

وحيدًا.

 

(3)

معًا، هناك

هل كان صدفة؛

أن نكون معا، هناك

شاهدَين على لعبة خاسرة؟

أم أردت أن نكون شريكين فيها؟

أم هي أقدارنا؟

أن نكون صدفة، معًا هناك؟

 

كنت أعرف كم تحب البحر

وكنت تعرف كم أحب البحر أيضًا

وتعرف أني إذا همست موجة

أفردت الرياح

وأبحرت من دون خرائط.

 

أذكر أني رأيتك ترسم بالفحم

بلا كلل

ضوء النهار

ولم أفهم، سوى الآن، كم أنك أسرفت، يومها

في التفاؤل.

 

لكننا ما نزال على بعض عاداتنا

يا صديقي؛

لا أنت تحمل ناي الجنازة

ولا أنا أحمل طبلة العرس

نحن صرنا؛ كما أنذرتني، ذات يوم،

ونحن هناك؛

عجوزين في مدن غريبة

ننقل الخطو،

تائهين في شوارع شبيهة؛

صرنا عجوزين، حقًا؛

لكن، ليسا كئيبين إلى ذلك الحد

ولا مشاكسين كما ينبغي

كأننا لم نتعود هنا، بعد، دور عجوزين.

لا يوجس الليل لخطوهما،

في الممر الطويل،

كما اعتاد؛

عندما كنا،

هناك،

شاهدين على اللعبة الخاسرة.

 

  • شاعر فلسطيني.

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي