
مازن أكثم سليمان*
في الصَّيف الماضي
أظنُّ في الصَّيف الماضي.
…
في حال قفزنا قفزةً تُعادل عشرَ سنواتٍ
أو عشرَ خرافاتٍ، لا فرقَ..
…
أو في الوداع الدَّافئ القديم
منذ عشرينَ شجرة مُتدافعة
على سُلَّمِ أغنية واحدة عن الأمل.
…
هناكَ على صخرة البحر الجنوبيَّة
أثناء ولادة فاتنات الإبادة
حمَّلتُ نورساً بزعيقهِ الكامل
على لوحةِ مفاتيحَ مصنوعةٍ
من لسعات نحل العسل المغشوش.
…
الحلمُ والخيانةُ متلازمان كالجزر والبازلاء
الانتظارُ والرَّصد والفراغ
الإيابُ من العدم
ومغادرةُ الوجود في المرآة نفسها
التي تربِّي عنكبوتين
يدَّعيان حراسة المَغزى.
…
في الخليَّة المجيدة للُّهاث
وتكرار المواسم المنهوبة
حيث يشهدُ المُناخ زوراً
ولا نقبِضُ ظلَّ غيمةٍ
أو نمنعُ زنبقةً عزلاءَ من السُّقوط
في الوعاء الذي احتضنَ نُثارةَ الضَّوءِ
ولم يُبصِر بصيرتَهُ.
…
في الهواء الذي فقدَ هُوِيَّته
ولم تستطعِ النَّوافذ أن تنعشَ ذاكرته
بإطلالةٍ من اتّجاهين على المُحرَّمات.
…
كالمدن التي مُحِيَ المُستقبَل
من غُبارِ أرصفتها
كالتَّمكُّن من غرس الخنجر
في إغواء الهرب عارياً
ومعكَ أرشيفُ الشِّعر كله
وليسَ معكَ في الآنِ نفسه
حتَّى قصيدة واحدة بالغة.
…
بموازاة الحياة
وبمقاطعة الجسور الآمنة
أو بعدم الاستكانة إلى أساطير الأفواه.
…
على عكاكيزَ، وفي فقاعاتٍ،
يُعرِّفُ الغيابُ حضورَهُ
معاً إلى جحيمٍ آخَر
ربَّما أجمَل .
*شاعر وناقد سوري