تايم: مقتل فلويد هو نقطة انهيار كشفت عن مظالم السود ووحشية الشرطة الأمريكية

2020-06-01

ترى مجلة “تايم” أن مقتل الرجل الأسود جورج فلويد الأسبوع الماضي كانت نقطة التحول “فأمريكا تضع ركبتها على الملونين، ولكن قتل جورج فلويد كان نقطة الانهيار”. وقالت شارلوت ألتر إن مقتل فلويد يمثل بالنسبة للكثير من السود الأمريكيين الذين غمروا شوارع عدد من المدن الأمريكية فصلا آخر من فصول الإهانة في عام تميز بالموت واليأس الذي لا يمكن تحمله.

ففيروس كورونا أصاب وبطريقة غير متناسبة أعدادا كبيرة من الأفروأمريكيين. ويشكل الأمريكيون السود نسبة 12% من عدد السكان إلا أن نسبة الذين أصيبوا بكوفيد-19 منهم تبلغ 26% من مجمل الإصابات الأمريكية. فيما تبلغ نسبة الوفيات بينهم 23%. ووجدت دراسات أخرى أن نسبة الإصابات بفيروس كورونا في بعض الولايات وصلت إلى نصف الإصابات و60% من حصيلة الموتى. كما أن المجتمعات السوداء كانت الأكثر تأثرا اقتصاديا من فيروس كورونا.

وتقول نسبة 44% من الأفرو أمريكيين إن واحدا من أبناء العائلة فقد وظيفته أو خفض راتبه بسبب الوباء. وتقول نسبة 73% إنها لا تملك توفيرا تستخدمه في أيام الشدة، حسب استطلاع مركز بيو. وبحسب إحصائيات مكتب مراقب الحسابات في نيويورك فقد شكل العاملون من الطبقات الملونة غالبية العمال في الوظائف الرئيسية الذين خاطروا بحياتهم في نيويورك. ويضاف إلى هذا سلسلة من عمليات القتل العنصرية استهدفت السود وانتشار التحيزات ضد السود. فقد تم قتل الشاب أحمود أربري عندما كان يجري في جورجيا، وقتل بريغونا تايلور، الفني في غرفة الطوارئ، على يد الشرطة التي أعدمته في عملية مداهمة بدون بلاغ نفذتها منتصف الليل. ثم جورج فلويد الذي مات بعدما وضع رجل شرطة ركبته على رقبته لمدة 8 دقائق.

وتنقل المجلة عن بريسيلا بوركر، 31 عاما، التي تعمل في مجال الخدمة الاجتماعية وشاركت في احتجاجات يوم الجمعة بحي بروكلين في مدينة نيويورك: “إما كوفيد-19 هو الذي يقتلنا، الشرطة تقتلنا أو الاقتصاد هو الذي يقتلنا” و”في كل زاوية يلجأ إليها أبناء اللون يتم دفعهم”. وبعد أشهر من التباعد الاجتماعي لمكافحة فيروس كورونا فإن تجمعهم في مكان واحد للاحتجاج على العنصرية العنيفة تعني تعريضهم حياتهم للخطر. إلا أن المرض لا يخيفهم بقدر ما ترعبهم الشرطة.

ويقول أوزي لومبكين، 30 عاما: “أخاف من الشرطة أكثر من خوفي من كوفيد-19”. وشارك لومبكين في تظاهرة احتجاجا على مقتل أربري: “أتعامل مع الركض كحرية” و”عندما قتل شعرت أن جزءا من حريتي أخذ مني”. ورغم الاحتجاجات التي شارك فيها السود ضد عنصرية الشرطة إلا أنهم يشعرون أنه لم يحدث أي تغير. ويقول جيمس تيلتون، 32 عاما، الذي يعمل كمدرب لياقة: “أعرف ما يعني أن تنادى بالزنجي”. وقال إنه سمع من والده عن كفاحه ضد الفصل العنصري في الولايات الجنوبية و”أشعر أنني ما زلت أتعامل مع الهراء نفسه الذي كان على والدي التعامل معه”. ولهذا السبب فهو لا يوافق على النهب ولكنه يفهم الغضب وأن المتظاهرين قد يدمرون ممتلكات: “بالنسبة لنا فنحن بحاجة لحرق شيء حتى نثير الانتباه، لأن أحدا لا يهتم بنا”، وأضاف: “أخاف من العيش في أمريكا”.

وبالنسبة لقادة حركة الاحتجاج فاللحظة مختلفة اليوم، فبين الأزمنة الصحية والدمار الاقتصادي بسبب كوفيد-19 وتغريدات الرئيس الذي يصفهم بالفوضيين ويهددهم بالكلاب الشرسة، فقد وصل التوتر إلى نقطة الغليان. وتقول إليشا غارزا، المنظمة في مسائل العدالة العرقية ومؤسسة “بلاك فيوتشر لاب”: “هناك حرب أهلية حقيقية تتخمر”. وتقول إن عسكرة الشرطة وظهور الحركات المتفوقة عرقيا والتي تقوم باختراق صفوف المتظاهرين السلميين وصعود القومية البيضاء بشكل واضح أثر على رهانات الصدام. وتقول: “لم يعد المتفوقون البيض يعملون تحت الأرض ويدعهم الرئيس وبيته الأبيض”.

وفي هذا الجو فقد دخلت المعركة مرحلة جديدة. ويقول ديراي ماكينسون، الناشط في مجال الحقوق المدنية والمؤسس المشارك في حملة صفر: “في عام 2014 كان الناس يقيمون علاقات ويتفاهمون وكنا نحاول إقناع الناس أن هذا هو الوضع” و”لكن الوضع الآن هو أن الناس يفهمون الصح من الخطأ لكنهم لا يعرفون كيفية إصلاح الأمور”. ورغم وجود أعداد كبيرة من المتعاطفين البيض مع قضايا السود إلا أن الناشطين يرون عدم تغير في المواقف الرسمية. وتساءلت غارزا عن المسؤولين الذين يستخدمون الفرصة لتغيير الوضع والقواعد التي تجعل السود في خطر.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي