وردة مقطوفة

2020-05-24

مازن أكثم سليمان


أنا البدايةُ المُختلِفة لوردة الوداع.

أخذتُ من الذاكرةِ
قافلةَ الشجونِ الذهبية
ومن الحدْسِ
دريئةَ القُبَلِ وقد تكاثَرَتْ.

خففتُ وزنَ الخوفِ
كأنني أصطادُ نفسي
وأعدتُ لأصابعي مَلْمَسَ الريح.

نامَ الأُفُقُ على وسادتي
وتدحرجَ منهُ الحُب إلى الخلفِ كحباتِ السكاكر.

قلتُ للزمنِ المحدودبِ:
يتسِعُ المكانُ للجميع!
أُغلِقَتِ المظلاتُ
وأثقَلَ الماءُ أجنحةَ الفراشاتِ
ولم تتوقفْ شُرفةُ القلبِ عن التلويحِ لغيمةٍ تُشبهُ سكرانَ.

أطلْتُ النظَرَ في الحقلِ
حتى تكررَ الغُروبُ مرتين
أتى الصباحُ بأناقةِ غُربةٍ
ولم يجدْ مني سوى الاستفهام.

المتاهةُ لم تكُنْ هُنا
أمامَ العدساتِ البراقةِ
إنها هُناكَ
في البئرِ العميقِ المُظلِمِ
وفي الطريقِ المُلتف كورقة شوكولا
وفي الصمتِ الجليلِ القاسي كالكشف.

ـ يدي غصنٌ على شجرةِ الغِياب
كُلما حط عليها الطائرُ الغريبُ كضيفٍ عزيز
ثُم رحَلَ خِلسةً
فقدتُ إصبعاً آخَرَ من أصابعِها.

ـ حُزني ليسَ ابتسامةً زائِغةً
إنهُ حُضورُ الوردةِ
وروحُها في وردةٍ مقطوفة.


إن للدمعةِ دمعةً أكبر.

 

*شاعر وناقد سوري

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي