مازن أكثم سليمان
أنا البدايةُ المُختلِفة لوردة الوداع.
…
أخذتُ من الذاكرةِ
قافلةَ الشجونِ الذهبية
ومن الحدْسِ
دريئةَ القُبَلِ وقد تكاثَرَتْ.
…
خففتُ وزنَ الخوفِ
كأنني أصطادُ نفسي
وأعدتُ لأصابعي مَلْمَسَ الريح.
…
نامَ الأُفُقُ على وسادتي
وتدحرجَ منهُ الحُب إلى الخلفِ كحباتِ السكاكر.
…
قلتُ للزمنِ المحدودبِ:
يتسِعُ المكانُ للجميع!
أُغلِقَتِ المظلاتُ
وأثقَلَ الماءُ أجنحةَ الفراشاتِ
ولم تتوقفْ شُرفةُ القلبِ عن التلويحِ لغيمةٍ تُشبهُ سكرانَ.
…
أطلْتُ النظَرَ في الحقلِ
حتى تكررَ الغُروبُ مرتين
أتى الصباحُ بأناقةِ غُربةٍ
ولم يجدْ مني سوى الاستفهام.
…
المتاهةُ لم تكُنْ هُنا
أمامَ العدساتِ البراقةِ
إنها هُناكَ
في البئرِ العميقِ المُظلِمِ
وفي الطريقِ المُلتف كورقة شوكولا
وفي الصمتِ الجليلِ القاسي كالكشف.
…
ـ يدي غصنٌ على شجرةِ الغِياب
كُلما حط عليها الطائرُ الغريبُ كضيفٍ عزيز
ثُم رحَلَ خِلسةً
فقدتُ إصبعاً آخَرَ من أصابعِها.
…
ـ حُزني ليسَ ابتسامةً زائِغةً
إنهُ حُضورُ الوردةِ
وروحُها في وردةٍ مقطوفة.
…
…
إن للدمعةِ دمعةً أكبر.
*شاعر وناقد سوري