في غفلة من الباب كتبت البارحة

2020-05-20

 سعيف علي*

 

1

كتبت البارحة

جملا طويلة ومركّبة

مثل قطار متهالك

مغرم بإطلاق صفّارته

وإرسال دخان أسود

إلى وجه سحابة

تحاول أن تمطر

2

كتبت البَارحة

من أجل خلق الانطباع

أنّني وجدت أخيرا حرفا

يناسب فخامة البقاء وحيدا

مع تفّاحة سقطت من المدينة

3

كتبت كذلك ساخرا

من ثرثرتي اللّيلية

من محاولتي رفع وزني قليلا

حتّى لا تشعر المرآة بالقلق

ليواصل وجهي الشاحب

الوشاية بي وإخبار الآخرين

أنّ صحّتي تتراجع

أنّني حين نزعت بلا وجع

أنياب الذّئاب عن ذراعي

كنت فقط أخدع بطاقة هويتي

4

لا أريد

أن أستسلم لكتيبة من المشاة

تعتني بحفر الخنادق

مراقبتي من بعيد

وأنا أرمي أوراقا

تقول إنني كتبت البارحة

أشياء من أجل المبيت في العراء

وأشياء أخرى لن تشارك المدفع

في التباهي بفوهة مدوّرة

وصوت مرعب للقذائف

5

كتبت حتّى لا أضطرّ مرّة أخرى

لإخفاء وجهي عن السّؤال الدّائم

عن حيرة الأقدام في اختراع الطّريق

حتّى لا يتجوّز الأقفال على حلّ الطّلسم

ذلك أنّني لطالما اجتزت الباب

في غفلة من الباب

ودخلت الكلام بلا وجه فادح

تلك طريقتي ونواسي

في مربّع المتوحّدين

 

  • شاعر من تونس






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي