يدٌ تعانق يدنا

2020-05-12

 بسمة شيخو*

خطوة خطوة يولد الطريق

كلمة كلمة يولد الحديث

هكذا،

شيئاً فشيئاً نتورّط بالأمور،

نصبح فجأة مغمورين بالوحل

قليلٌ من الطّين أسفل الحذاء

أوصلنا إلى هنا؛

لعبنا بأعشاب على حافة الطريق

فضعنا في الغابة؛

 ابتلعنا كلمةً وراء كلمة

حتى فقدنا قدرتنا على الكلام؛

 منعنا عناقاً تلو آخر

فضمرت أيدينا؛

 خفنا من السير

فذابت قدمانا،

صرنا نزحف طوال الوقت

نعلّم جلدنا كيف يحفظ الطريق

ويحدّد المسافة،

ظلنا تشوّه من استلقائنا المستمر

فأضعنا الوقت؛

غضضنا النظر

حتى أصبحنا عميان،

لا نبصر سوى صورنا في المرايا،

ولكثرة ما نسينا

لم نتعرّف على هيئتنا؛

 

ابتلعنا ضحكاتنا

فاختنقنا بالفرح؛

 بكينا

دمعة فدمعة

فأغرقنا المدينة؛

 شيئاً فشيئاً

سنصل للنهاية مفلسين

ثقبٌ صغير أفرغ جيوب عمرنا،

يومٌ فآخر،

تساقط طول الطّريق،

نصل للنهاية فائزين

فقط…

إن تسلّل إصبعٌ وراء إصبع

وعانقت يدٌ يدنا.

 

  • شاعرة سورية






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي