ملعقة أمل واحدة

2020-05-10

إحسان المدني

1

عندما تقتلك الثورة

وكلمة “لا”

وصورة شهيد

وجملة كتبتَها على فيسبوك

فاعلم أنكَ ابن هذه البلاد؛

ابن صالح جدا

يحب

يكتب

يضحك

ويعيش

من أجل الحب والخبز والحرية

ثلاثة في وجه الموت،

ثلاثة من أجل حقولِنا الخضراء

من أجل الأشبار الواسعة من الراحة

ومن أجل الحبيبات؛ في وطنٍ خالٍ من الفساد

ووطنٍ قادم من الشمس،

عندما يقتلكَ الجياع

والمجرمون

وبائعو الأوطان

والأنذال باحترافيةٍ مطلقة،

برصاصةٍ، أو سكين، قنبلة غازٍ، أو دونكي

فاعلم أنكَ ابن هذه البلاد؛

ابن صالح دائما..

ولِد ليموت

ومات ليعيش

أحبَّ ليطير

وطار ليحبَّ..

ابن صالح للغاية

ستذكره الأمهات، والحبيبات، والأوطان

الشوارع، والأنفاق والجدران

ثم تبكي.

2

سنكتب عن الحربِ نصوصا طويلةً

يحملها المزارعون إلى حقولِهم

والقرويون إلى أراضيهم

والموظفون إلى دوائرِهم

والأطفال إلى مدارسهم..

والشهداء دائما؛ إلى الجنة

نصوصا طويلة؛ عن الحربِ والحبِ والمعاناة،

وأن نركضَ مطولاً في طريقِ الكلمة

ولا نعود..، حتى أن نسقط في هجائها،

سنكتب نصوصا طويلةً

عن الحياةِ والأملِ والثورة

عن النصبِ والنفقِ وجبل أحد

الخلاني في دورانِها، والوثبة في خطورتها

وجسر الجمهورية عن وعده،

والأحرار عن ضحاياه..

عن الأحلامِ

والبازار

والمنشورات

والحب في مرّتِه الواحدة، والموت في مرتِه المؤكدة

سنكتب عن السجونِ والرهائنِ والاعتقالات

وعن كلمة “خوف” إلى كلمة “حبيبتي “

وقبلة “وداعاً” إلى قبلة “أحبكِ”

وعن الوحدة

والخبز

وإذاعة التحرير والتُكتُك

سنكتب عن الفرص الضائعة والممكنة

كأن نهرب سويا

أو نموت سويا

أو ندور وندور حول حكاية لن تبدأ..

سنكتب للحرب نصوصا لن تنتهي

للحرب والحب

نصوصا دائمة من الدهشة..

3

من يموت غيرنا؟

نحن الذين تناولنا – الأحلام – الشعر- القصائد واللون..

بملعقة أملٍ واحدة

وتعلمنا أن نقول “لا”

لا للطغاة،

“نعم”

نعم للحرية،

و”أهلا”

أهلا للتغيير، من يموت غير الحالمين،

الآملين والبسطاء؟

في أرضٍ ليست إلا للموت

وسماءٍ ليست إلا للبكاء

وحياةٍ تقود إلى المقابر..

ياااه..

أفكر الآن..

من يموت؟

من يموت..

غير قلبٍ طازجٍ

يخاف أن يحِبَّ، لا أن تقتله

الرصاصات.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي