قصيدتان

2020-04-22

لبنى شرارة بزّي *

 


تراتيل الفجر

 

ها أنا
أقفُ
على شرفةِ الفجرِ
بِصَمتيَ المُطبقِ
أرتقبُ انبثاقِ النّورِ
من العتمةِ
وقلبِي المسافرُ
على جناحِ نسمةٍ
يتنقّلُ في الأماكنِ
تعتريه رهبةُ السّكونِ
يساورُه قلقُ الفوضَى
كلُّ ما في الوجودِ ناطقٌ
فالهواءُ والماءُ
والطّيرُ والشّجرُ والحجرُ
وطينُ الأرضِ..
يسرد حكايةً
تتردّدُ أصداؤُها عبرَ المدى
يأسرُني
عمقُ السّكينةِ..
يصفو ذهنِي..
و أرى عمريَ الهاربَ
على أجنحةِ الفناءِ
يهمسُ لي..
بشفاهٍ مرتجفةْ
وصوتٍ حزينْ
يلملمُ لحظاتِ
سعادتي المشتّتةْ
يجمعُ ذرّاتيَ المبعثرةْ
يصهرُني
في بوتقةِ الحقيقةْ
فأستيقظُ من حُلمِي
أفتحُ للضّوءِ عينِي
فتمتلئُ نوراً
وتضيءُ دربَ الرجاءْ..!!

 

مذْ غبتَ عنّي


مذُ غبتَ عنّي
تغيّرَ مسارُ الزّمانِ
تعرّتٍ الأماكنُ من ثوبِ الأمانِ
وها أنا..في منفايَ
وحيدةً كئيبةً
أسمعُ صدى أحاديثِنا
في تنهيدةِ اللّيلِ الطّويلةِ..
القمرُ يوشوشُ لي
أنّه يشتاقُ إلى سماعِ ضحكاتِنا
و المساءُ يشتاقُ لفنجانِ قهوةٍ
يصيرُ بحضوركَ ألذَّ وأحلى
أيّها الغائبُ عنّي
أوتعلمُ أنّي أصبحتُ
أسيرةَ الحنينِ الذي
يأخذُ قلبي متى يشاءُ
إلى مقاعدَ
احتضنَتْ أحاديثَنا الدّافئةَ
آتيها طائعةً مستسلمةً
أجالسُ ذكرياتٍ
ما زالتْ قابعةً في زواياها
تنتظرُ عودَتَنا
و أمسحُ غبارَ الأيّامِ الخانقَ
عن لحظاتٍ مفعمةٍ بعبقِ
الآمالِ والأمنياتِ
فتُمسي روحي فراشةً
تتنقّلُ بخِفّةٍ.. بين لقاءٍ ولقاءٍ
تجمعُ رحيقَ آمالِنا
تسعفُ به قلبي…
حينَ يخذلُهُ نقاءُ الهواءِ

 

*شاعرة لبنانيّة مقيمة بمدينة ديربورن الأمريكية







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي