الخيال والجنون لمقاومة بؤس الواقع في رواية إمبراطور البرتغال

2020-03-25

صدرت حديثاً عن «دار سامح للنشر» في السويد، الترجمة العربية لرواية «إمبراطور البرتغال» للكاتبة السويدية سلمى لاغرلوف، وهي الترجمة العربية الأولى لهذه الرواية التي صدرت أول مرة عام 1914 وتُرجمت إلى معظم لغات العالم.

وتدور أحداث الرواية في مقاطعة فارملاند، موطن سلمى لاغرلوف، بالقرب من الحدود مع النرويج، في منتصف القرن التاسع عشر تقريباً. وهي تروي قصّة الفلاح يان أندرسون- المقيم في عزبة سكروليكا- الذي «لن يملّ أو يتعب أبداً من الحديث عن ذلك اليوم الذي أتت فيه ابنته الصغيرة إلى هذا العالم»، والتي يحبّها أكثر من أي شيء آخر في الكون.

وعلى الرغم من أن يان لم يكن يتمنى في الواقع أن يكون له أطفال، إلا أنه حين احتضن ابنته الوليدة للمرة الأولى، أحس بشيء ينبض في صدره، ثمّ اكتشف أنّ في صدره قلباً لم يكن يشعر به من قبل. وقد امتلأ ذلك القلب فجأة بمشاعر الأبوة والحبّ الغامر لابنته؛ وهو الحبّ الذي قلب حياته وحياة أسرته رأساً على عقب. وبعد جهد ومشقّة سُمِّيت الطفلة كلارا غولّا، ونشأت في كنف والديها وتحت بصر والدها وسمعه إلى أن أصبحت شابّة جميلة وذكية وقويّة.

لكنّ مصيرها ومصير والديها اتّخذ فجأة منحى مأساوياً بعد مغادرتها كوخ والديها وبيئتها الريفية، وسفرها إلى العاصمة ستوكهولم من أجل العمل وجمع بعض المال لسداد دين والديها.

بعد انقطاع أخبار الابنة كلارا غولّا مدة طويلة، تسرّبت أخبار غير سارّة حول عملها في ستوكهولم، وهو الأمر الذي رفض الأب يان أن يصدّقه، لذلك لجأ إلى عالمه الخيالي الخاص، فتهيأ له أن ابنته أصبحت إمبراطورة البرتغال، وأنه هو بالتالي أصبح أيضاً إمبراطور البرتغال.

تحكي رواية «إمبراطور البرتغال» عن الحبّ الأبويّ واللّوعة والفقد والانتظار الطويل والمضني، وتلقي الضوء على كفاح الفلاحين والفقراء في الريف السويدي في ذلك العصر. وتتميّز بغناها بالوصف الأخّاذ للبشر وللطّبيعة السويدية؛ بأسلوب فريد برعت فيه سلمى لاغرلوف.

صدرت الرواية في 294 صفحة من القطع المتوسط وترجمها عن السويدية سامح خلف، وهي باكورة إصدارات «دار سامح للنشر» ضمن سلسلة «الأدب السويدي الكلاسيكي» التي سوف تصدر أجزاؤها تباعاً.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي