لا أحدا سواي في هذه الغرفة

رياض السامعي*

..................................................

.. على الفراش لليوم الرابع على التوالي غير قادر على الحركة ...

..................................................

لا أحدا سواي في هذه الغرفة
كل شيء يغادرني الآن
وجوه الأصدقاء المملؤة بالرياء
نفاق الأقارب والأهل
أكاذيب من كتبوا في جدار السماء قصائدهم
حصتي من كلام النساء عن الجنس
الحنين المصاب بضربة شمس من الوقت
خلو المكان من الرقص
ضحكتي في عيون الصغار التي طاردتني بأحزانها
مواويل قلبي
وصوت الغناء على النافذة

غريب هنا
أحتسي في الفراغ دموعي
وأركض داخلي خائفا من غدي
ومن وجعي حين يهتف في عدمي
كنت لي صاحبا يا غريب
كنت ضيفا ثقيلا علي
ولكنني ضقت منك
وقتما خذلتك الرياح
واستبدلت نفسها داخل الروح فيك
بملح الهبوب من القبر
قبرك

قبري سأحفره الآن
حرفا فحرفا
وأنزفه
جملة جملة في الفناء

من أنا
أنا الخائب الألف في سرة الكون
أنا عدم طائش في خراب الكلام

أنا دمعة كسرت قلبها
في المكان الأخير من الذاكرة

أنا خيبة الفقراء وأحزانهم
في دعاء السماء

أنا اللعنة الواقفة.

شاعر يمني *