مسحٌ ضوئيٌّ للذاكرة

2020-03-09

 فراس موسى

لا كفّ تنشلني من اللَوَبانِ

لا نوحٌ ولا حتّى سفينتهُ..

أنا وحدي..

على سحب الخيال الفوضويّ مسافرٌ

في جيب تفكيري يُخشّخشُ اسمُكِ الجيتارُ

يصدحُ في زواريب الحنينِ..

أنا كمحراثٍ لهثتُ على غيومٍ من سرابٍ

فاسحبيني من كوابيس الحقيقةِ

ثمَّ انكسري كمحبرةٍ على عتبات هذا القلبِ

إنّ يديكِ بوصلتي..

ورشّيني برائحة الحضورِ

ووضّئي أذني بصوتكِ

لم أزلْ أنا يا صديقةُ أحلبُ الماضي

لعلَّ سحابةً حبلى بعطركِ

سوف تأتي من مرافئ حبِّنا الزحّاف

فوق خرائط الوَصَب المكرّرِ

إنّ أشواقي تقطّعني كشفراتٍ

فمَنْ سيهدهدُ الهذيانَ في قلبي سوى عينيكِ

مدّي لي سنابلَ شعركِ الصهّال أجنحةً

لأعبرَ من فضاءٍ عضّني..

هوسٌ ثقيلُ الخطوِ يدهسني

ضياعٌ زئبقيُّ الطبع يجرحني

تعالي.. نفّضيني

واشطفي بنهاركِ العالي ظلامي

واركضي نحوي.. لأجهشَ بالعناقِ

كبَحْرةٍ نامتْ على عَطَشٍ

أنا أتنفّسُ الذكرى التي موّنتُها من حبِّنا

عيناكِ مشكاةٌ..

أعلّقها على جدران قلبي

كفّنيني بالوصال السرمديّ

وصوّبي النظرات نحوي

كي أغمّسَ ريشَ أهدابي

بأقمارٍ تُسيّلُ ضوءَها

لم أنسَ شيئاً كي ألملمَ قطنَ ذاكرتي

فما زالتْ روائحُ جسمكِ الفليّ

عارشةً على شرفات أفكاري

وأذكرُ كلَّ دبّوسٍ صغيرٍ في علاقتنا

وأذكرُ كيف هجّجتُ الحمائمَ

من شبابيك العيون الزنبقيّةِ

كيف خدّرني صهيلُ العطر

عند تقاطع الإبطينِ..

أذكرُ بنَّ كفّيكِ المهيَّلَ

سَرْحةَ الشعر الكثيف على مرايا الظَهْرِ

أذكرُ رعشةَ الأزهار في فردوس جسمكِ

لم أزلْ وحدي أطقطقُ عظمَ أيّامي

وأنزفُ في براري الانتظار قصيدةً:

"نشفتْ حناجرُ حبِّنا

شاختْ سنابلهُ..

ولكنْ ذاتَ منعطفٍ على رزنامة

العشّاق يوماً قد نصادفُ ظلَّنا".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي