
نهى عبد الكريم حسين
ينصّ القانون على الاستيقاظ عند السّاعة السّادسة تماماً.
أتذكّر احتيالي الطّفوليّ؛
فأحاول النّوم بنصف إغماضة، ولكن الله تجاهل مساعدتي.
أفٍ! هذه الدّقائق ستكلّفني غرامة أخرى...
أمّا الأولى، فلأنّني سِرت البارحة خطوة زائدة؛ فالمنصوص عليه:
التّوجه "مباشرة" إلى السّرير بعد الخروج من الحمام؛ الّذي ضُبط مقدار المكوث فيه بصرامة، كذلك!
حسناً، لم يكن واضحاً في نصّ القانون أنّ تلك المفردة /مباشرة/
لا تتسع للالتفات إلى حركة السّتائر صيفاً!
يظهر أنّ هذا القانون يصادر "ضمنيّاً" الفضول!
لذا أحاول أن أضع تذكيراً على هاتفي بإتلاف كتاب "مانغويل"، ذاك الّذي يشرح فيه فضيلة الفضول عوضاً عن تنظيف حذائي؛ الّذي ينصّ القانون على ضرورة الحفاظ على لمعانه حفاظاً على المظهر العام للبلاد!
ببساطة فادحة: أخطأت بتوجهّي صوب النّافذة.
***
أفتح حصّالتي ودفتر المخالفات
ثمّة أختام كثيرة، ما يستدعي إغلاقه مع رغبة بالإقياء!
جيّدٌ أن ينصّ القانون على تجنّب استدامة النّظر في ما مضى: أنا أحبّ هذا البند لئلا تذهب الأيّام حسرات.
لا أدري كم خُصّص لي من الزّمن للمكوث هنا، فكلّ شيء الآن بمقدار!
ليس بإمكاني تخيل لو أنّي خالفت، فأنا أصل إلى نقطة ينصّ القانون على أنّها الحافة، فأتوقف عن تعاطي الماورائيات! وحينما استعدت في مخالفة سابقة فكرة المطلق بدت لي ضرباً من الهذيان!
***
أضع مربى المشمش على الخبز
وأحاول أن ألتزم بالحذافير:
لا مساحة إضافيّة.
أكرّر:
لا مساحة إضافيّة.
أشعر بخدر في يدي الّتي تمسك الملعقة، فأصلّي كي يتلاشى؛ لئلا تسيل الغرامات!
ها قد تعديت مدّة الوقوف في المطبخ الّتي ينصّ عليها القانون بسبب هذا الجسد غير الحليف...
***
صرفت الخميس الفائت رصيد استحمام شهر بأكمله؛ كنت مضطراً لذلك على إثر تفاقم البكاء في قلبي.
للأسف، سأدفع غرامة مضاعفة، فرائحتي ستظلُّ واخزة طيلة الآتي.
وللأسف أكثر، هذا القانون لا يكترث بمجاريري الّتي تطفح بالمكبوتات! لكنّه معنيّ بضبط الحياة فيّ وحولي.
"الضّبط" بالضّبط
أعتقد أنّ هذا "العيش" محدود وساذج بقسوة.
يؤكّد هذا ما سمعته في الإذاعة من خبير في الشّؤون القانونيّة: إنّ القانون "يعلم السّر وأخفى"!
أمسح الجملة الأخيرة بهلع؛
فقد انتهى عدد الكلمات المسموح به في القصيدة!