العُري اللاّزم لفعل القتل

2020-02-26

مازن أكثم سليمان*

بلا ملامح

أو كقطارٍ يُتعبهُ مَلمَسُ السِّكّة

أطردُ من حقيبتي اللَّياليَ

وأتركُ رضيعَ كراهيةٍ على ذراعي.

بالتَّسيُّبِ أختبرُ مجيئي

وأكونُ في جَهالةِ المَرمى

إذ يتداعى ولاةُ أمرٍ ولُصوصٌ لاستقبالي

والخنجرُ تحتَ وسادتي ينتظرُ بنهَمٍ.

أكتبُ كالوحشِ المُفترِسِ

مُثيراً ريبةَ النَّظّارةِ المُتقاطرينَ على يأسي

أنا الخليلُ المُرُّ للثَّغرِ المُبتعدِ

كنتُ أستحقُّ سفينةً أفضل في رحلتي

وما أنْ التحقتُ بانقلابٍ على أوراق الشَّجر

فُصِّلَتْ ملابسُ العاصفة

بالعُري اللاّزم لفعل القتل.

أنا شخصٌ إضافيّ يكذب

مُنافسٌ هامشيّ لريحٍ طَموحة

تخلَعُ النَّوافذَ وتُحطِّمُ الأبوابَ

وأُقلِّدُها بتشويشِ استعارةٍ شمَّرتْ عن ساعديْها

وحفرَتْ قبري.

/أنا النَّحّاتُ المُنشقّ

مشَتْ تماثيلي في جنازتي

وتبرَّأَ من جثَّتي التُّرابُ/

لطالَما كنتُ الحصّادَ المنبوذَ في الحقل

عرفْتُ بهذا الأمجادَ جميعَها

ولم أصبرْ على اللُّغةِ حتّى سنّ بلوغِها

سكبْتُ الزَّيتَ المغليَّ على الحُروفِ

واخترقتُ الرُّعبَ بما يُدميهِ عميقاً

حوَّلْتُ صُراخي إلى بالون اختبار

يجسُّ بهِ الصَّمتُ قدرةَ الحُنجرة

على النَّهبِ العريق

وكانتْ

معركتي

حمّالةُ

أوجُه!

من محطَّةٍ إلى محطَّةٍ

عاشَ جسَدي حافلةً

تُنقِّبُ في مُنحدرِها

عنِ الطَّعنةِ الكامِنَةِ تحتَ الأرائكِ.

ومن فوضى إلى فوضى

لم أحملْ شيئاً في حقيبتي

تركتُها فارغةً

كفمٍ مفتوحٍ

نحْوَ مُستقبلٍ إذا جاءَ

فلكي يشهدَ زوراً على النِّداءِ.

بتُّ الآنَ جاهِزاً

للمُواجهاتِ الفتّاكةِ الحامِضَةِ

لا يهمُّ انتصارٌ، ولا تهمُّ هزيمةٌ

حياتي بأكمَلِها

عمليّةٌ

انتحاريّةٌ

ورَّطني بها حُلْمٌ أخرَقُ بذيء.

 

  • شاعر وناقد سوريّ






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي