ذِكْرَيَاتٌ دِمَشْقِيّة

2020-02-23

روان الجبر*

ذاكرة (1)

لكلِّ زاويةٍ مِنَ الذِكّرى نصيبْ

فكيفَ أشرَحُ أنَّ قلبي يابسٌ

وشَعْرِي لا يرضى المَشيبْ؟

ذاكرة (2)

يا أيُّها الطفلُ الذي كبّرتُه

لا تنسَ صدري

أنت الغريبُ أم الشتاءُ

أم المطر؟ ما عُدّتُ أدري

لكنّ حبي خنجرٌ والدمعُ يجري

وخمرُ حبِّك ناضجٌ

بسنينِ عُمْري

كُلَّما شَرِبَتْ سنيني

زادَ في مرآك سُكْري

ذاكرة (3)

صباحي صادق جداً بصوتٍ دافئٍ أسمرْ

أقبّلُ حرفَ شَهْوَتِه وأغرقُ فيه كي أسْكَرْ

أحبُّك يا نقاءَ دَمِي.. فأنتَ القلبُ والخِنجَرْ

وأنت نهايةُ الغُربَةْ.. فلا وطن ولا بيدرْ

عُيونُكَ أرضيَّ الأولى وصدرُكَ ملجأي الأَطْهَرْ

فَدَعْنِي أعيشُ في لُغةٍ تكون هُويَتِي الحُلوةْتَصيرُ أناي والدولةْ

تَصيرُ المِلحَّ والسكّرْ

بِسَطْرِ قَصيدَةٍ تمَّتْ.. أعيشُ بعالمٍ أكبرْ

ذاكرة (4)

يا أنا! كم قلتُ دعْ عنكَ الهوى

كم ضرَّكَ الشوقُ وخانتكَ الثوانِي

كي تعاني البعدَ أكثرَ في المعانِي

أو كي يُغطّيك الرَدَى

يا أنت! يا نثراً يُبعّْثِرُنِي بحوراً

فأفيضُ شطراً وافراً أو كاملاً

حوَّلتهُ الفاعلاتُ إلى سُدَىً

 

  • شاعرة وناقدة سورية

  

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي