مقدار شعورك بنبضات قلبك يخبرك الكثير عن صحتك العقلية

2020-02-09

مقدار شعورك بضربات قلبك، وقوة إحساسك بها قد تخبرك ببعض الأمور عن صحتك العقلية وسلامتك النفسية.

توقف للحظة وركز انتبهاك إلى جسمك، وحاول أن تشعر بما يجري بداخله، وكذلك انتبه لدقات قلبك، هل تحس بها بقوة؟ هل تحس بكل دقة؟ أم أنك تفقد الشعور ببعضها؟.

القدرة على شعورك بدقات قلبك إضافة إلى بعض الأمور الأخرى التي تجري داخل جسمك يُطلق عليها اسم «الحس الداخلي»، وهي النقيض للإحساس الخارجي وهو الشعور بما يجري بداخلك، واستيعاب بعض الأمور مثل اللمسات ونظرات الأعين والأصوات.

الإحساس الداخلي يساعدنا على تنظيم أجسامنا، ويكون وراء شعورنا بالجوع أو العطش، وكذلك الرغبة في التبول، ويخبرنا بأننا في حاجة إلى القيام بفعل ما.

 ولكن دوره في الوقت نفسه يتجاوز الإشراف على وظائف واحتياجات الجسم، فيكون المسؤول عن التفاعل مع أحاسيسنا الداخلية وعواطفنا ومشاعرنا بطريقة قد تثير الدهشة في بعض الأحيان.

خط مباشر بين العقل والقلب

وجد العلماء الذين درسوا مشاعرنا وإحساسنا بما يجري في أجسامنا، خاصة مقدار شعورنا بدقات القلب يكشف الكثير عن الصحة العقلية، إذ وجدوا أن هناك خطًا مباشرًا بين القلب والعقل.

وجد العلماء أن دقات قلبك قد تكشف عما تشعر وتوضح قوة الشعور، وكذلك قد تمنعك من تذكر بعض الأمور، وعلى العكس قد تزيد تعلقك وارتباطك بأمور بعينها.

 وبينت دراسات أن الطريقة التي يشعر بها كل فرد بدقات قلبه قد تكشف ما إذا كان يشعر بالتوتر أو القلق، أو يعاني من مشاكل صحية وعقلية معينة.

قلبك يتحدث إلى عقلك

تدق قلوبنا طوال الوقت، لكننا لا نشعر بها في أغلب الوقت، وما يثير الدهشة حسب عالمة الأعصاب "سارة جارفينكل"، هو أن دقات قلبك ترسل رسائل وإشارات إلى عقلك طوال الوقت.

قد يبدو أن العكس صحيح، إذ توجد بعض الحالات والظروف التي تؤثر على دقات قلبك وتجعلها أسرع أو أبطأ.

يعود الحديث عن العلاقة بين الجسم والمشاعر إلى "ويليام جيمس"، الرائد في علم النفس الحديث والفيلسوف الأمريكي الذي يلقب بـ«والد علم النفس الأمريكي»، حيث اقترح في أواخر القرن التاسع عشر، أن المشاعر ما هي إلا الأسماء التي نطلقها على أحاسيسنا، على سبيل المثال، فإن هذا الإحساس الجسدي الذي يصيبنا عندما تخفق قلوبنا بشدة نُطلق عليه اسم «الخوف».

يبدو ذلك منطقيًا بنسبة كبيرة، من صعب أن تشعر بالغضب من دون أن يصاحب هذا الشعور بعض التغيرات الجسدية، مثل الوجه المُحتقن، أو القلب الذي يخفق بشدة، أو الجز على الأسنان، أو أن تشعر بالحزن دون زرف الدموع، أو تصاب بضيق تنفس، وغيرها.

وجدت عالمة الأعصاب بجامعة نورث إيسترن، "ليزا فيلدمان بارين"، أن المشاعر الإنسانية تتشكل من خلال الأحاسيس الجسدية والخبرات السابقة والمفاهيم العاطفية التي نرثها من آبائنا وتربيتنا الثقافية، وقالت إن عواطفنا ليست مجرد ردود فعل على ما نتعرض له، ولكنها تفسيرات تقوم بها أدمغتنا لفهم ما نشعر به.

أهمية اليوجا والتأمل

تلعب الأنشطة والرياضات العقلية مثل اليوجا والتأمل دورًا كبيرًا في مساعدة الأشخاص على الانتباه إلى ما يجري داخل أجسامهم، وكذلك تمكن الأشخاص من إدراك مشاعرهم وعواطفهم، والقدرة على تنظيم الأحاسيس والتحكم في موجات الغضب والقلق أو الخوف.

أكد الباحثون والعلماء، أهمية ممارسة اليوجا والتأمل، والسير  لفترات مُحددة في اليوم، من أجل تعزيز القدرة على الشعور بما يجري داخل جسمك، وتقوية الحس الداخلي الذي يساعدك على استيعاب ما يجري بداخلك.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي