أهازيج الطفولة

2020-02-06

 علياء الموسوي*

تتمايل بين أروقة ذاكرتنا حكايا حملتها رياح الشتاء، بوجدان خفيف يلامس شغاف القلب، بتفاصيل حفظتها طرقات أحيائنا، وأزكمت بها أنوفنا حد النخاع، بإصرار شديد تحمله نسمات البحر، عند أول حبة رمل تعانق أرجلنا بفرح طفولي أنيق، وهيام عميق يكبر كلما تقدمنا ميلا نحو الأمام.

تحملنا تلك النسائم بغنج دائم، كلما اشتدت السماء ألقا، بفيض النداء الإلهي الفسيح، فتجعلنا نتراقص على وتر رهيب، يدندن أحلى ترانيم المحبين، بحرص عجيب من مخابئ الذاكرة، التي تأبى أن تغفل عن حرف واحدٍ ساحر يؤجج في الروح نشوة وبهاء رفيعين!

تتعالى الأصوات برحابة سامقة تعلو في تكرار بهيج يستفيق في كل حين، في لقاء عفوي رهيف، صاغه عطر الموج وآمال الطامحين، وخطوات سرعان ما ما تتسابق بلهفة، حتى تشكل طوعا طوقا من السعادة والخلود المديد. يكتمل النصاب الذي لا يكتمل حتما! فتزداد الدائرة اتساعا تنافس الأفق رهبة وحضورا، بوسامة تسلب الوجدان وجمالا يقطر سلاما وهوى يملأ الوجود بسمات تتلون على وقع تورد الوجنات وخفة الشعور. تتبادل الأحاديث والهمسات، بتمتمات نقية، وكلمات عذبة وأدعية طاهرة بإلحاح وتصميم شديد، عن سر عظيم، بترقب عزيز، وحس يُسكر الأذن، ويفوق أمنيات العاشقين. يتسابق الجميع، يتراكضون في اتجاهات متناغمة بكل يقين، محلقين بود طري على متن خطوط الحب والنور، فيصرخون بدلال وافر، ويقفزون بحبور واسع، ليضحكوا بكمال ظاهر، فلا شيء يوقفهم ولا يمنعهم، فالمطر قد هطل! ضيفا كريما!

 

  • كاتبة من البحرين









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي