حقول دلاليّة

2020-02-04

نهى عبدالكريم حسين

يمامتان تقفان على شريط الكهرباء المهترئ

وتستغرقان فيما يدور هنا/ الآن

لكنَّ الشّارع خلوٌ!

فعلامَ تتفرجان؟

 ***

كرسيان من خشب أصيل

تعشعش فيهما حكايات الغابة أجمعها

اعتدتُ - أنا أيضا ً- أن أكدّس فوق أحدهما انتظاري إذ أخلعه

أمّا الآخر فأضعه قُبالة النّافذة؛ ليطلَّ على المشهد الأوّل!

رغم هذا يشتكيان الضّجر!

فلا شيء في البال حتّى اللّحظة

ولا شيء في القلب حتّى هذه القصيدة

فإلامَ يتطلعان؟

 ***

أقرأ كتاباً عن المستحدثات التّكنولوجيّة في تعليم اللّغات الأجنبيّة

أبدو مواكبة لصيحات الموضة في تخصّصي

حسناً، هذا جميل ومرهق ومدعاة لفتحِ باب غرفتي

حيث العشبُ أعلى وأشهى

مع ذلك،

أزهد في الجدار الّذي زاد ارتفاع طوبه في روحي، مؤخّراً!

 ***

ألقي العالم الحديث كلّه جانباً، وأنشغل بالصّحراء الّتي تفيض من حديثك ببساطة:

نخلٌ كضفاف الرّافدين

وامتدادٌ طازج كما لو أنَّ أحداً لم يكن هنا من قبلُ!

وذهبٌ في الشّمس والرّمال

وماءٌ يغور في حدود المسمّيات

أتساءل: أين تصبُّ هذه الأشياء؟

 ***

تترك اليمامتان مكانهما؛ فسوط العاصفة الأخيرة أوجعهما.

وأغيّرُ موضع الكرسيين واستعمالاتهما،

فقد خلقت محطّات الانتظار للمدن

والواحات أكذوبة المخيال!

يحدث ذلك كلّه دون أن أبدّلُ الحقول الدّلاليّة للقصيدة:

أنت كمعادل موضوعيّ

للبدء

للعودة

للخسارة.










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي