"حديقة خلفية".. صدور الترجمة الإنجليزية لرواية المصري أشرف أبو اليزيد

2020-01-26

أحمد سعيد طنطاوي

ضمن سلسلة "دارين نوفلز" صدرت ترجمة جديدة لرواية "حديقة خلفية" للكاتب أشرف أبو اليزيد، بعد أن نقلها إلى الإنجليزية المترجم الهندي محمد حارث وافي.

وكانت الرواية قد ترجمت في الهند إلى لغة الماليالام، بواسطة الأكاديميين د.عبد المجيد إم؛ أستاذ مساعد قسم اللغة العربية بجامعة كاليكوت، والدكتور منصور أمين الأستاذ المساعد ، قسم اللغة العربية بكلية أم.إ.أس بمنطقة ممباد، وكانت الرواية قد صدرت في القاهرة عام 2011، لتقدم صورة المشهد الأخير في حياة أحد شخصيات ثورة يوليو 1952. وقد تأجل نشرها لأسباب عدة، قبل أن تجد طريقها للنور وتمثل من قراءتها مراجعة لتاريخ علاقة مصر والعرب في عقود ما بعد الثورة.

بعد مقدمة مكانية عنوانها «جنة بلا ناس» قسم المؤلف روايته الى أربعة فصول؛ «خريف الغياب»، «شتاء العشق»، «ربيع السفر»، و«صيف العودة». ويقدم السرد ـ بشكل مواز للأحداث ـ عوالم النباتات، وفضاءات السفر، وأعماق الثقافة.

كما تتماس الرواية مع الثقافة الهندية بدءا من غلافها (في أصلها العربي) وهو صورة لإحدى منمنمات مشاهد (الكاما سوترا) الهندية استدعاء للقاءات الحميمة، التي تحدث عنها النص: "تجعل من الحلم يتخذ مساره الحسِّي. كانت كل صفحة تعني فكرة جديدة للمداعبة، أو طريقة مبتكرة للقاء. التلامس. القبل. الالتفاف. الإحاطة.المنمنمات تشرح ما يستعصي فهمه من الحروف.

 سبعة فصول من الكاما سوترا، كل منها بحر يغرق الشاب وفتاته ليجدا نفسيهما في بحر آخر يليه أكثر غورا واتساعا. تقوم كاميليا عارية تماما لتحضر بعض البخور من حقيبة صغيرة، وتعود فترفع صوت الموسيقى في الاستريو الموضوع بجانب السرير، وتقرأ سطورا من الكاما سوترا كأنها تغني، وتعدِّل من أصابعها: في المساء، تحضر الموسيقى، وبعد إن نعود للبيت في صحبة الحبيب، نشعل بعض البخور، ونتمدد".

ويقول الناقد الأكاديمي الهندي الدكتور عبد الجليل م. أن الرواية تمثل التّفاعل الثّقافي واللغوي بين الهند ومصر لا يزال يعطي أكلها كلّ حين، في دراسة بعنوان "سرد التّجلّيات الهندية لرواية الكاتب المصري أشرف أبو اليزيد “حديقة خلفية”، نشرتها مجلة (كاليكوت) التي يصدرها قسم اللغة العربية بجامعة كاليكوت، ولاية كيرالا، الهند.

المؤلف، كما رأى الدكتور صلاح فضل في كتابه "أحفاد محفوظ"، "كان يزمع القيام بدور المؤرخ التوثيقي لأحد رجالات المنطقة التي ينتمي إليها، لكنه لم يلبث أن عدل عن ذلك وسمح لخياله أن يقوم بتخليق حيوات أخرى ومصائر مغايرة، فاكتفي بجزء يسير من سيرة هذه الشخصية وقام بإدراجها في نسيج روائي متخيل، احتفظ فيه بالطابع شبه الأسطوري الذي تخلعه القرية على كبار بنيها المسئولين عادة، لينطلق منه إلي تجسيد صراعات الشهوة والمال”.

ويرى الناقد فتحي العشري “إن (حديقة خلفية) تمثل الأدب الجديد، والرواية الحديثة، وقد كتبت بأسلوب سلس، ولغة بسيطة، رغم ما في موضوعها من تشابكات، الذي يقترب من التحليل النفسي أكثر من سرد الوقائع، فضلا عن أن (حديقة خلفية) تكاد تكون لوحة تشكيلية، فكل سطر، وكل فقرة، وكل صفحة، وكل جزء بمثابة ريشة تكمل اللوحة الأكبر، حتى تكتمل في النهاية، رغم ما وصلت إليه من مأساة، تعبر عن دفائن الشخصية المصرية، وتكشف أبعاد تلك الشخصية في الأوقات العصيبة، رغم ما كانت عليه في اعتقادنا مثالا للطيبة والشهامة، وكل الصفات الجميلة، ولكن تظهر من حين لآخر وخاصة ما ظهر بعد ثور 25 يناير، رغم ما يجب أن يدفعنا للالتفاف حول هذه الثورة المجيدة وأن نتغير إيجابيا، لنجدد جلدنا وأفكارنا ومفاهيمنا، كي نصنع بلدًا جديدًا، ويولد شعب جديد، وهو ما لم يحدث بسبب أياد خفية، على حد قول الناقد الكبير، الذي أكد أنه لم يفقد الأمل في التغيير نحو الأفضل في المستقبل القريب، وهو ما يجعل الرواية تتماس مع ثورة 25 يناير، رغم عدم تناولها لها".

ويرى الناقد محمود قاسم إن هناك أشخاصا من دم ولحم في نسيج العمل، يقدمون أحيانا خلال السرد بأسمائهم الحقيقية، كما أن هناك تماسا بين المؤلف والرواية، فضلا عن كونها تستمد منه كما معرفيا كبيرا يعود إلى خبرات الحياة وثقافة السفر ومخزون القراءة، ليقول ها أنذا، ورغم أن المعرفة عادة ما تجمد النص الأدبي، إلا أن أشرف أبو اليزيد يقدم هذه المعرفة بما يتناسب مع شخصياته، ليزيد من ثراء النص.

المترجم محمد حارث وافي تخرج في كلية الآداب بقسم التاريخ، ونال درجتي ماجستير في الأدب العربي، والسياسة والعلاقات الدولية، جامعة كاليكوت، وهو يتحدث بلغات الماليالام، والعربية، والإنجليزية والهندية والأردو.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي