على حافة أصابع باردة.. قصائد

2020-01-25

سعيف علي

لم أخْترْ وجْهِي

يطلُّ العَالم

خلف زجاج النّافِذة

على تقاسيمي الصّاخبَة

لم يَقل شَيْئا مهِما

لكنّني ما زلْت عَلى يَقِين البَارِحَة

أنّ غسْل وَجْهي

كلَّ صباح

لن يمْحو القِصَص

والحِكَايات

لن يرشِّح أحَدا

لرِحْلة التَّفاصِيل

لن يَجعَل الصَّمت

صُراخًا

لن يفسِد الوَرْدة

ويفتَح شرْيانها

 

***

حدّثني القصص الصّغيرة

عن المغامَرة

عن الجرأَة

عن الشجاعَة

عن الفضيلَة

عن الغابَة

عن الشجرَة

ثم تقول لي في حنو بالِغ

تمهّل قليلا

لم تنته السجائر بعد

من اقتسام الصّمت

مع الشفاه المبتسمة

تمهّل قليلا

النهر لا تنهيه السّيول

تمهل قليلا

صداعك سلّم متهرئ لقبو مغلق

على رسلك

لم تعد النجمة

دليلا على وجه الشَّمال

 ***

الوطن

ديْن السّابقين

وأحلامهم

الوطن

رحلة لناي الرّعاة

لذلك قد أشد أزري

حتى الحق الغبار

قبل أن يصبح وجها

 

***

لم يعد أنكيدو

من معركة مع دبّ بني

فالمسلاّت لم تذكر

أنّ لبابل باب

هي قالت فقط

أنّ الحدائق معلقة

أنّ جلجامش

ليست ملحمة وحربا

هي فقط كأس شراب أزلي

تنسى بعده فضيلة الخروج للصّيد

 ***

لم يكُن كَافِيا أبدًا

أنْ أغَنِّي

لم يكُن كافِيا أبَدًا

احْتفَال الوَجْه

بضحِك عَابر

ما كَان يَكفِي

لمْ يعُد كذَلك

فقد مَسَح الأمَل

آخِر مَا كَتبت الريح

علَى جَسَد الغَيْمة

لكِن قَال فِي خَجَل

تَضِيع الأحْلام

حِين تتَرجَّل

حين تعُود

بلاَ غُبار مِن الحَرب

حين تعود

مكْسُوّة بذَاكِرة بيْضَاء

أقول ما أقسى عدّ السّنين

وأدسّ كل أصابعي في خاتم

وأسمّي السّحاب غزاة

أسمّي المطر قاتلا مترصّدا

وأقول لي

أكذب ما في هذه البلاد الحقيقة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي