أقتُلُك!

2020-01-13

 لينة عطفة*

المناورةُ الأكثرُ فتكاً..

من منّا سيكسرُ عظمَ الآخر؟

من منّا سيطيحُ بتاجِ خصمه؟

من منّا سيضحكُ في سرّهِ عندما يرى دموع الندّ؟

من الرابحُ الذي سينظرُ بلا رحمةٍ إلى الحطام؟

قلوبٌ خردةٌ.. مزقُ غرامٍ وهوى وحبّ

قلوبٌ خردةٌ.. تتبدّلُ وتتغيّرُ كما لو أنّ الصدأ قوّة!

قلوبٌ خردةٌ.. بقايا أعادها الآخرون لنا

وخبّأناها جيّدا في الخيبات

حتّى لا نلمحَ نظرةً من زجاج

حتّى لا يعلمَ الخصم أنّه

كسّر عظام الحبّ وغرزَ الشظايا في قلوبنا

المناورةُ الضّارية!

أريد أن أجعلك تتألم

لا أفكّرُ أن أترك أثرا أو ذكرى أو أيّ شيء

فقط أريد أن أراك وأنت تتألّم

أن يمرَّ اسمي في بالك

كمفتاحٍ يجرحُ زجاجَ النافذة!

الخيالُ الذي يجعلني أضربُ الطاولةَ بقبضتي

الخيالُ الذي يشفي الغليل

فمي على فمك

ويدي الصغيرة اللاهثة تخنقك!

إنني أقتلك في خيالي ألف مرّة

أقتلك بطرق لانهائيّة

أقتبسُ من عينيك الاحتقار

الحبَّ الذي يعانق الاحتقار

أقتبسُ الشهوةَ وأقتلك!

أقلبُ الوقتَ في ساعة الرّمل..

أهملكَ وأحوّلُ الرغبة إلى انتظار

والانتظارَ إلى أصابعَ متشابكةٍ وصبرٍ نافد

ها أنت ذا رجلٌ غاضبٌ

يبحثُ في قاموسهِ المهذّب عن شتيمةٍ مهذّبة!

وأنت ترمي كلماتِكَ المنتقاة

وأنت تُفلتُ كلمةً قذرة

أهملكَ وأُفسدُ عليك الغضب

طفولةُ الصدأ.. مطرٌ فوقَ الصفيح

ذلك الصوتُ الهادرُ على المعدن

لا يستنبتُ إلا خيبةَ من يحلمُ أن يعانق غابة

مطرٌ فوقَ الصّفيح

أُقبلُ إليك طريّةً كقلبِ اللوزِ الأخضر

وتتهيّبُ حتّى أن تبتسم لي!

إذن، ما الذي يفهمهُ السيّدُ من الابتسام؟

ما الذي يفهمهُ السيّدُ من اللّهو؟

ما الذي يفهمهُ السيّدُ من خدر الشّفة لرغبة في قُبلة؟

ما الذي يفهمهُ السيّدُ الذي يُحصي العشيقات،

فلا يجد الغاضبةَ الهيمى؟

إنّنا لا نصلحُ للحبّ ولا للضغينة..

إننّا لا نصلحُ للعاطفة..

نصلحُ للرّهانات التي تحرق القلب

من منّا سيهجرُ الآخرَ أوّلاً؟

من منّا سيكسرُ عظمَ الآخر؟

غارقِين في وهمِ الانتصار

نسمّي الوحدةَ شجاعةً

ثمّ نحطّمُ كلَّ ما يستسلمُ لنا!

 

  • شاعرة من سوريا






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي