غليان في الإبريق

2020-01-05

نهى عبد الكريم حسين

 

الماءُ في الإبريق

ما يزال بارداً

كما لو أنَّ أحداً لم يوقد نارَه!

***

تسبحُ مرأى عينيَّ

ذراتُ الغبار

ووعودُ أبي القديمة لمّا كنتُ طفلةً؛ كان يقضيها كلّها

ويتأخّر في بعضها قاصداً، فأبكي المسافة

بين

كُن

فيكون

ويروح هذا المدى حين يقول:

لا بدّ أن يظلَّ شيءٌ هناكَ

ونحن هنا...

تلك أسبابُ الحياة!

***

الماءُ في الإبريق

فاترٌ

كما لو أنّه يمتلكُ محطّةً ومشروباً

وحادثة لقاء أو وداع

***

تحوم في الجوار غربان

لا تلقي التّحية على أحد: الشّجر والشّرفات وساكني السّطوح.

لا تتفاقم وحدة أيّ منّا بفعلها!

ها أنا ألقّن القلب يقيناً: دمشق جزيلة السّواد.

***

الماءُ في الإبريق

تعلوه فقّاعات صغيرة كأكاذيبي (سابقاً)

***

أثبّتُ نظري على الوَسَعِ

في الأعلى

من يرتاد ذاك المكان هذي الأيّام؟

الغيمُ اليابسُ؛ ليبصر مقدارَ يأسه

والطائرات الكريهة؛

 لتدركنا خبراً مجانيّاً في عاجل الأحزان

والهواءُ العابق "بالشَّحار "

***

بعيداً عن التّقشر في الرّوح والسّقف

وعن الثّقوب في البطانيات الّتي تخيّرت أحلامنا:

ماء في الإبريق

ينعم

بالغليان...

هذي الأماني الواطئة مضحكة!

***

الماءُ في الإبريق

يغلي

ويغلي

ويغلي

كما لو أنّني أنفخُ نارَه!

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي