الصينيون يحرقون البخور احتفاء بعام الجرذ

2020-01-03

تشيوانتشو (الصين) - يعد منتجو البخور في يونغتشون العيدان التي سيحرقها الملايين في معابد داخل الصين وخارجها احتفالا بعام الجرذ، السنة القمرية الجديدة.

في مزيج متناغم من الألوان، يغمس عشرات العمال عيدان الخيزران الرفيعة في خليط من الأعشاب والتوابل وبودرة معطرّة قبل وضعها في الشمس لتجفيفها.

في هذه المنطقة الجبلية الواقعة في مقاطعة فوجيان (جنوب شرق)، تؤكد حوالي 300 شركة عائلية أنشئت منذ القدم، أنها تنتج كمية كبيرة من البخور تحرق في كل أنحاء آسيا.

وتعتبر هذه الفترة من السنة مهمة جدا لسكان هذه المنطقة الذين يصدّرون منتجاتهم إلى أمكان كثيرة حول العالم.

وتتناقل عائلة هونغ تشونغسن التي تعيش في بلدة دابو الصغيرة في قلب مقاطعة يونغتشون، وفقا لما أوردته صحيفة "العرب" ،هذه الصناعة من جيل إلى آخر.

وقال هونغ “صنع البخور مهم جدا لعائلتي، وهو ليس مجرد وظيفة بل هو أيضا محاولة للحفاظ على حرفة الأجداد وتقليد ديني”.

ولطالما كانت ثروات المنطقة مرتبطة بمدينة تشيوانتشو القديمة القريبة التي بقيت قناة رئيسية للتجارة الخارجية لقرون عدة.

وتفيد الرواية أن التجار العرب الذين كان يسلكون طريق الحرير هم الذين حملوا البخور إلى المنطقة.

 ويعمل ما لا يقل عن 30 ألف شخص في حرفة صناعة البخور الذي يحتاج إنتاجه إلى 18 مرحلة ويتطلب عملا متواصلا على مدار 24 ساعة.

بخور لكل العالم

وبعد يوم طويل من العمل، ينتهي المطاف بالعمال مزينين بالبودرة الملونة ويبدون وكأنهم عيدان البخور.

وقالت لي تشوتشن البالغة 57 عاما التي تعمل في هذه المنطقة حيث الطقس متقلب وهي تنشر عيدان البخور لتجف “أنا تحت رحمة الأحوال الجوية”.

ولا يكشف رئيسها عن الطريقة السرية لصنع البخور التي اتّبعتها مؤسسته من جيل إلى جيل.

لكنه يقر بأن الطلب يزداد على بخوره في الصين وفي دول جنوب شرق آسيا ومن بينها ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند وفي أوروبا أيضا.

 

ورغم الحاجة إلى أتمتة بعض جوانب هذه الصناعة، يصر هونغ البالغ 31 عاما على مواصلة القيام ببعض المهمات يدويا، بما في ذلك الصباغة والتجفيف.

وأشار إلى أن “بخور يونغتشون فريد من نوعه إذ أنه يتميز بملمس ورائحة معينين. إنه فن بحد ذاته، ويمكن أن يؤدي تغيير بسيط في طريقة الإنتاج إلى تعديل الجودة”.

وقام هونغ بتنويع إنتاجه وأصبحت شركته تبيع الآن أيضا البخور المعطر للمنازل أو المستخدم في معالجة الأشخاص أثناء جلسات العلاج العطري (أروماثيرابي).

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي