حياةٌ في ليلة
2019-12-31
غمكين مراد*
في هذا المساء
يُشَمِّعُ الليلُ السماء
خيطاً لكتابةِ قصيدة
في هذا المساء
كتبتُ:
التنهيدةُ في الحبِّ فضَّ بِكارةِ الرُّوح
في هذا المساء
كشاعرٍ
أتلو على مسامعِ الصمتِ
حشرجة قلبِي
في هذا المساء
مُتكئِةٌ رُّوحِي
بالوجعِ
بالحبِّ
على الشِّعر
في هذا المساء
الرُّوحُ رَحمٌ لجنينِ قصيدة
الرُّوحُ في وجع المخاضِ
بانتظارٍ على نار
لصرخةِ الولادة
في هذا المساء
الشِّعرُ شَجن
الرُّوح غيمة
يترنَّمانِ بكُلِّ الحبِّ الذي كانَ في الآنْ
في هذا المساء
التمَّ الدمعُ
فَرشَتْ المآقيُّ الخدود
انبجست العيون ينابيع
نزلَ الدمعُ
ابتلتْ المآقي
فاضتْ العين
حارَّ الصمتُ
خجِلَ الحزنُ
تَنَّحتْ الحياةُ
أينَّعتْ حياةٌ أخرى كقصيدة
في هذا المساء
أنتَ حرفٌ
حياتُكَ كلمة
سيرتُك قصيدة
قبرُكَ شِّعرٌ
في هذا الليل
مشاءّةٌ الأخيِّلةُ
جامِحَةٌ
بِلجامِ حُلمٍ سائِرةٍ بأحصنةٍ من رُّوح
تغتابُ الباقيَّ القليلَ من الحياةِ
في هذا الليل
أتنصتُ على جُدرانِي
وهي تتهامسُ عن جِنونِي
في هذا الليل
أُحَدِّقُ في خيطِ الدُخان من سيجارتِي
برسمٍ تُودِّعُنِي فيها رُّوحي
في هذا الليل
أحملُ كأس الغيابِ
وهو يَحضُرُنِي
في ذكرايَّ عنِي
في هذا الليل
أنا وحيدٌ
أُلقِنُ الصمتَ
كيفَ يكتبُ
في هذا الليل
كحياةٍ كاملةٍ
دَرَّسَنِي الصمتُ
كيفَ أعيشُ لحظة الحبِّ
في هذا الفجر
أُعيدُ ولادتِي
أصوغُ من خيطِ الشغفِ
أورِّدة الحبِّ في حياتِي
أجوبُ خارجَ الصمتِ لأضُجَ بعدمِي
في هذا الفجر
أتنهدُ طويلاً
بكُلِّ الحُبِّ الذي فيَّ
أعيشُه كأجملِ عذاب
أعيشُه كألذِ جُرح
حينَ الحبُّ فيَّ
أكونُنِي كأعظمِ إلهٍ في ذاتِه
في هذا الفجر
أسدُّ على الشمسِ بزوغَها
وبمِلقطِ الحُبِّ
أُخْرِّجُ قلبي إشعاعاً لكونٍ أُضيئُه باحتراقِي
في هذا الفجر
أعلو وأعلو بقلبِي
وتعلو رُّوحي
لأحتلَّ بالحبِّ السماء
في هذا الفجر
أتدَّلى فراغاً بين
قلبِي
وكونٍ يَلمَعُ في ضوء حُبِّي
في هذا الصباح
أنبَعِثُ بالحُبِّ في الحياةِ
فأطلقُ
منِي
من قلبِي
من رُّوحي
بكلماتِي
كُلَّ المساء
كُلَّ الليل
كُلَّ الفجر
بالحُبِّ
في الحُبِّ
إلى الحُبِّ
*شاعر من مواليد قرية كندك سيد في ريف قامشلو، 1977
