من سيرة البحر

2019-12-30

أحمد الحجام*

على أرصفة الميناء تنام المراكب

لكن الأنواء في قلبي لا تنام

وإن أوصد الأفق أبوابه

وعلا أقفال البحر الصدأ

فنوافذ الشوق ما زالت مشرعة

تصفقها الرياح

كالمنارة المهجورة أنتظر

عودة النورسة الأخيرة

علها تشق بجناحيها كلس الغياب

لتوقد الأفراح في شراييني

أتيت في الموعد لا شيء يرشدني

سوى آثار أحلام على الرمل

ورفرفة أعلام بلا ألوان

أكلتها ملوحة الزمن

أتيت والمد يعلو في خلاياي

متأبطا جمرة الوقت

أتيت والشفق النشوان كان يغريني

بالإبحار في يم الشبق

أسقي عروقي بأحمره

وأقدح النبض

كلما خبا الرذاذ على البازلت العنيد

تأججت أنفاسي ولعلع العشق

كلما أطبقت محارة الصمت صدفتيها في الأعماق

طفا السر من عيني

وارتعشت شعلة الأنسام

ها المساء يجمع آخر لآلئه

من على الموج والصخر

عندما أقبلت ترفل في عطرها

تجر ذيول المسافات

وعلى صدرها يومض الغنج

أقبلت.. تسبقني إليها أنفاسي

وأنا ما زلت أزحف كالسلحفاة

في ثبج الرمال

وأخلع بالكاد عن لساني

أصفاده الثقيلة

امرأة أو نورسة مستحيلة

تلك التي عادت في جنح الظلام

لتلقط على عجل

حنطة الضوء من عيني

ليلة واحدة ثم تمضي..

كنجمة سقطت على حين غرة

فأذابت في القلب ثلج الكبرياء

بل كانت هي الغيمة التي

قضمت في غفلة الليل قرص القمر

ثم لاذت بعيدا بمجرة باردة

لكنها.. نسيت ظلها مشتعلا على الصخر

ولدغة العشق ملقاة في العراء

دليلا لا يقبل التأويل

امرأة أم سليلة الأعاصير

نورسة أم طعنة مهاجرة

فلتكن ما تشاء ..

لكن..

يكفيني من مجد الحب لحظة

ومن تاريخ الغواية قبلة واحدة

كي تحمر على أشجارالجسد

تفاحة الجنون

يكفيني من لذة الفقد كأسا تغنيني

عن سكرات اللقاء.

  • شاعر مغربي

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي