إبداعٌ بلغةِ من يلومُهُ الفِراقُ

2019-12-29

مازن أكثم سليمان*

مَنْ يغرفُ من أمزجةِ الجَمالِ

يجدُ وقتَهُ ضيِّقاً في كُلِّ حين.

مَن يمتهِنُ العطرَ المُتلاعِبَ

بينَ المرئيِّ وغيرِ المرئيِّ

يمتلِكُ جميعَ الإحداثيّاتِ

ولا يمتلِكُ نفسَهُ!

يُجذِّفُ السَّبّاحُ

في اتّجاهٍ مُحدَّدٍ

ويُفضِّلُ الغوّاصُ

مُجاوَرةَ أعمَقِ نقطةٍ مُظلِمة.

في عالَم القصيدة

لا داخل ولا خارج

كالله.

لا طريق معهودة للّوحة

وليسَ للأغنيةِ كُوّة أو بوّابة.

بعثرَةُ المُصافحاتِ إبداعٌ بلغةِ من يلومُهُ الفِراقُ تحتَ مطَرٍ يَبرُدُ مخالِبَهُ في مبراةِ الأرصفة..

أنانيٌّ كُلُّ سحرٍ رمزيّ

سارقٌ للإيحاءِ والتَّلويحاتِ والمَعارِف

ولا يعترِفُ بخيانات الخيالِ الحاسِمة.

المجازُ يخطبُ ودَّ الاختلاف

والأغطيةُ المُلوَّنةُ تُغادرُ الأسرَّةَ

بهيئة أجنحة طُيور عملاقة على جبلٍ دحرَجَ الميتافيزيقا نحْوَ وادٍ لا قرارَ له.

لنْ أهوى الجدَلَ على سطحٍ مائلٍ كالضَّوء

ليسَ الأبيضُ نقيض الأسوَد

ولا الرَّماديُّ في منتصفِ المسافة في ثنائيّة.

التَّجربةُ مفتاحُ الحَدْسِ عند كُلِّ تجريب.

قفوا..

هذهِ ليست إشارةُ مرورٍ

إنَّها يدُ مُقامرٍ مأفون

انغرستْ هُنا قربَ المُنحدر

كي تدلَّ الأغرابَ

على طريق الفنّ.

 

  • شاعر وناقد سوري






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي