"رحلة نوح الأخيرة" رواية تصور طريق الإنسان للخلاص

2019-12-08

بيروت – في روايته «رحلة نوح الأخيرة» الصادرة حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، يقدم الروائي الليبي سالم الهنداوي عددا من فصول الفناء والعدم كما يتصورها في رحلة الإنسان إلى المجهول.

كان الروائي الليبي كتب رواية «خرائط الفحم» إحدى روايات «نوح» في منتصف ثمانينات القرن الماضي، في نهاية الحرب الباردة.

ويُنوّه الهنداوي بأن روايته “خرائط الفحم” التي صدرت في طبعة جديدة مع روايتين قصيريتين تحت عنوان “رحلة نوح الأخيرة” هي بمثابة رحلة الإنسان للخلاص، إذ تمثل رؤية انقلابية ضد نواميس الحياة السائدة ومصائر الجموع في عالم تسوده أيديولوجيات ماكرة أعطبت الفكر الإنساني.

 

            "رحلة نوح الأخيرة"رواية تجاوزت حدود المكان إلى الكونية

 وأراد سالم الهنداوي في هذه الرواية الشيّقة التجريب من أجل عالمه المتخيّل، مستخدما لغة مفعمة بالشاعرية والألم حيال مصير الإنسان المفجوع الذي يسقط في الحرب، وحيال مدن الذاكرة التي تسقط في الهشيم.

ويرى الهنداوي أننا أمام عمل استفزازي يومئ إلى فوضى عامرة ضد كل ما هو سائد في الحياة وأنماطها، وينبئ بتحولات جيوبوليتيكية ضد الموروث العدمي الذي أفرزته الأيديولوجيات.

وفي روايته الأخيرة تصنع لغة الكاتب مغامرة الكتابة في زمن يستدعي المستقبل المجهول في الحرب، وكأنه ينذرنا بالزوال إذا ما نظرنا إلى ويلات الحروب التي تنشب هنا وهناك.. وفي أجواء غرائبية متّشحة بجمال اللغة، يضعنا الهنداوي في صميم زمان نعيشه ومكان نراه بعيون قلقة.

وفي «رحلة نوح الأخيرة» تصنع الرواية العربية الحدث العالمي في جمالية سرد تجاوزت في تماهيها حدود المكان إلى فضاء أرحب بكل اللغات، ولعلها التجربة السردية اللافتة في الرواية العربية التي تحكي نهايات الحرب، وتصف العدم في رحلة الإنسان إلى المجهول.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي